بعد اكثر من شهرين على فصل روحين كانا سيامين لمدة ثلاث سنوات، يتردد يحيى في كتابة الجزء الاخير.. برأيه لا داعي لتذكر انسانة تحول طموحها من العلم والمعرفة الى انجاب اطفال عاصين كأمهم.. او تغير افكار المحبوبة الاولى والاخيرة اي دينا، فبعد تغير الروح والفكر لا يمكن الحديث عن ايام مضت او احلام خلت.. ما يمكنه يحيى ان يقوله في هذه الاثناء، بعض الدروس والعبر من تجربة كانت رائعة بتفاصيلها وجارحة في نهايتها كما بدايتها.. فأصعب ما في الحياة الكذب والخيانة ومن عادة المخدوع يحيى ان لا يسامح على هذين الفعلين لكنه سامح وتمنى ان ينسى..
استخلص يحيى ان العشق في بلادنا، كالنار الخامدة.. من اشعلها احترق بها الا ان بعض رجال الاطفاء ينجحون في عشقهم ليس لانهم ابطال، انما من يعشقون يتبعون عالم القداسة والعطاء الابدي.. يا ليت القديسات في وطني كثيرات كما العاهرات!!
استنبط يحيى ان رجل الاطفاء هذا يجب ان يكون كاذباً، مخادعاً والا انخدع هو وكُذب عليه.. ربما يجب ان يكون خائناً كي لا يتعرض للخيانة.. ان لا يثق بشيء سوى بنفسه.. ان يكون او لا يكون بكل شيء وان لا يكترث لمشاعر الاخرين، ان يأخذ كل شيء ولا يعطي انملة.. ان لا يعطي حرية لحبيبته فتحولها لكاسرة متجبرة تعصى عليه اولاً.. ان لا يكون ديمقراطياً متفهماً فتعتبره ضعيفاً هزيلاً... وحتى انها تعتبر شخصيته ضعيفة وبلا حول او قوة.. هزلت!!! بالفعل هزلت كل المبادئ!!
عرف يحيى ان الحبيبة كالدائن تتذكر كل ما قدمته لحبيبها، لكنها تنسى وتتناسى كل ما فعله لاجلها!!.. تأكد ان الانثى في بلادنا ان دخلت في منتصف العشرينات تعد نفسها عانس.. وتفتش على رجل يخلصها من عنوستها حتى لو كانت تحب او مرتبطة برجل اخر!! في بلادنا المرأة الموظفة تتلهف على رجل يحررها من الوظيفة التى تعمل فيها ست ساعات لتعمل فى المنزل وخدمة الزوج والأولاد ثمانية عشر ساعة.
يتأسف يحيى على حياة دينا القادمة، فالتركيبة الفزيولوجية لروحها لا تتناسب مع كيمياء من اختارته.. والتعليل في ذلك يذهب الى الحقد الطبقي مع انصياع الغالب والمغلوب.. فإنصهار الفئات في المجتمع يخرج دائما افكارا جديدة. دينا اختارت المال والرفاهية والعيش الرغيد وكأن السعادة وليدة المال!! كم من اشخاص جنوا الملايين ولا يستطعون اكل اي نوع من اللحوم لانهم مرضى.. ومرضهم لا يعالج بالمال الوفير..!!
حين صفع يحيى دينا على خدها الايسر، كان يعلمها درساً بالاخلاق لا اكثر.. لكن من اختارته سيضربها ويصفعها ويكسر عظامها كل يوم، ليس ليعطيها دروساً انما لينتقم لنفسه لا اكثر.. فلا يمكن لشخص ان يفهم دينا ويشعر بها سوى يحيى.. لطالما كان حنوناً معها ويبقى كذلك!! لطالما تنازل لاجل رضاها ويبقى كذلك!!
يقول "كامبل": ان المرأة لا يمكن ان تحب سوى شخصاً واحداً، هو نفسها.. هذا القول قرأئه يحيى منذ سنوات قبل عشق دينا.. حين عشقت دينا يحيى كفر بهذا القول وحاول تبديله، لكنه حين الوداع عاد لفكرته الاولى. المرأة الانانية تجعل الرجل عابثاً، مستنزفاً، عاجزاً.. مع ان هذا الرجل نفسه يمكن ان يهدم السماء ويزيح الجبال.. ما اصعب ان تحب امرأة انانية!!
العطاء، الصبر، التسامح، الاخلاص، الوفاء، التواضع، الحوار، الصدق، الامانة،.... مصطلحات عديدة وكثيرة لا يفهم اصولها وتطبيقها الكثيرات.. ويفهمن تطبيق مصطحات الخيانة، الكذب، النفاق، الرياق، المجاملات، البرستيج، المظاهر الكاذبة، التزلف، بيع الضمير، الانانية، والى ابعد مستويات الحقارة. اغلب نساء هذا الكون يذهبن نحو تفاهات عالمهن الخاص. المرأة ترى دائماً من زاوية واحدة ولا يمكنها ان ترى من كل الزوايا.. هي تشك بذاتها دائماً، وكيف لشك دينا ان يتحول يقيناً!!
الوعد الذي تعطيه المرأة لا يحمل بطياته اية مسؤولية او تضحية، لماذا تعطيه اذاً؟؟ وعود المرأة اشبه بنقوش على الهواء او الماء!! هي تعطيه كلاماً ولا تنفذه فعلاً، لذلك لا يمكن لاي رجل تحمل وعود المرأة وتصديقها الا اذا وفت بوعدها وصدقت عهدها، قليلات هن من يفين بوعدهن ويصدقن عهدهن!!
لا تصدق دينا ان يحيى يحبها الا اذا هتف بإذنيها، كل يوم، مليون مرة كلمة "احبك".. لطالما فعل. لكنها ان هتفت بإذنيه مرة واحدة كل سنة بكلمة "اشتقتلك" يصدقها على الفور. هذه اكذوبة الثقة بالنفس، ولعبة الحياة والموت عند المرأة. دينا تفضل دوما ان تخسر حبيبها على ان تخسر شيئاً من جمالها، كيف تخسر برأيها ما يحبه فيها؟؟ ما اسخف الرجل الذي يحب المرأة لجمالها!! وما احقر المرأة التي تفعل ما تفعل في شكلها لجذب رجل!! فالرجل الذي يختار المرأة لجمالها كمن يشتري بيت لجمال طلاء واجهته. والمرأة التي تختار الرجل لماله كمن يشتري البيت لغلاء ثمنه لا اكثر، ولكن يعود البيت ليتدمر اثر "قنينة الغاز" في البيت.
يقتنع يحيى اليوم بقول للكاتب ابراهيم المصري: "المرأة والرجل الذي تحب.. فلا المال ولا العواطف ولا أروع مفاتن الترف يمكن أن تؤثر فيها وتدفعها الى خيانة حبيبها.." هو الان مقتنع اكثر بهذا القول، ومتأكد اكثر ان دينا احبته كثيراً وستبقى تحبه الى ابد الابدين.. لكن في بلادنا النساء انواع وكل امرأة جمهورية نفسية مستقلة بذاتها ولا يمكن لاي شخص ان يحتلها الا اذا تنازلت المرأة عن عنادها والرجل عن كبريائة بمزيد من النثريات العاطفية والاساسات العقلية الصلبة. يقول يحيى في نفسه: لو هذا الرجل المحتل الجديد لمملكة دينا احبها 1/5 اي خمس ما يحبها يحيى يمكن ان يسعدها ويجعلها مليكة الشرق والغرب.. لكن من يستطيع ذلك سوى يحيى... لذلك سينتظر يحيى حياته القادمة التي بكل تأكيد ستكون اذيال دينا حاضرة فيها وربما شخصيتها ولحمها ودمها.. لكن ما فائدة كل شيء من دون الروح!!
دينا ستعود يوما الى حضن يحيى لو حتى في احلامهما.. لكن ان كانت العودة الحقيقة، بكل تأكيد سيكون الحب والبكاء مجددا في اللقاء الاول.
زاهر ابو حمدة
استخلص يحيى ان العشق في بلادنا، كالنار الخامدة.. من اشعلها احترق بها الا ان بعض رجال الاطفاء ينجحون في عشقهم ليس لانهم ابطال، انما من يعشقون يتبعون عالم القداسة والعطاء الابدي.. يا ليت القديسات في وطني كثيرات كما العاهرات!!
استنبط يحيى ان رجل الاطفاء هذا يجب ان يكون كاذباً، مخادعاً والا انخدع هو وكُذب عليه.. ربما يجب ان يكون خائناً كي لا يتعرض للخيانة.. ان لا يثق بشيء سوى بنفسه.. ان يكون او لا يكون بكل شيء وان لا يكترث لمشاعر الاخرين، ان يأخذ كل شيء ولا يعطي انملة.. ان لا يعطي حرية لحبيبته فتحولها لكاسرة متجبرة تعصى عليه اولاً.. ان لا يكون ديمقراطياً متفهماً فتعتبره ضعيفاً هزيلاً... وحتى انها تعتبر شخصيته ضعيفة وبلا حول او قوة.. هزلت!!! بالفعل هزلت كل المبادئ!!
عرف يحيى ان الحبيبة كالدائن تتذكر كل ما قدمته لحبيبها، لكنها تنسى وتتناسى كل ما فعله لاجلها!!.. تأكد ان الانثى في بلادنا ان دخلت في منتصف العشرينات تعد نفسها عانس.. وتفتش على رجل يخلصها من عنوستها حتى لو كانت تحب او مرتبطة برجل اخر!! في بلادنا المرأة الموظفة تتلهف على رجل يحررها من الوظيفة التى تعمل فيها ست ساعات لتعمل فى المنزل وخدمة الزوج والأولاد ثمانية عشر ساعة.
يتأسف يحيى على حياة دينا القادمة، فالتركيبة الفزيولوجية لروحها لا تتناسب مع كيمياء من اختارته.. والتعليل في ذلك يذهب الى الحقد الطبقي مع انصياع الغالب والمغلوب.. فإنصهار الفئات في المجتمع يخرج دائما افكارا جديدة. دينا اختارت المال والرفاهية والعيش الرغيد وكأن السعادة وليدة المال!! كم من اشخاص جنوا الملايين ولا يستطعون اكل اي نوع من اللحوم لانهم مرضى.. ومرضهم لا يعالج بالمال الوفير..!!
حين صفع يحيى دينا على خدها الايسر، كان يعلمها درساً بالاخلاق لا اكثر.. لكن من اختارته سيضربها ويصفعها ويكسر عظامها كل يوم، ليس ليعطيها دروساً انما لينتقم لنفسه لا اكثر.. فلا يمكن لشخص ان يفهم دينا ويشعر بها سوى يحيى.. لطالما كان حنوناً معها ويبقى كذلك!! لطالما تنازل لاجل رضاها ويبقى كذلك!!
يقول "كامبل": ان المرأة لا يمكن ان تحب سوى شخصاً واحداً، هو نفسها.. هذا القول قرأئه يحيى منذ سنوات قبل عشق دينا.. حين عشقت دينا يحيى كفر بهذا القول وحاول تبديله، لكنه حين الوداع عاد لفكرته الاولى. المرأة الانانية تجعل الرجل عابثاً، مستنزفاً، عاجزاً.. مع ان هذا الرجل نفسه يمكن ان يهدم السماء ويزيح الجبال.. ما اصعب ان تحب امرأة انانية!!
العطاء، الصبر، التسامح، الاخلاص، الوفاء، التواضع، الحوار، الصدق، الامانة،.... مصطلحات عديدة وكثيرة لا يفهم اصولها وتطبيقها الكثيرات.. ويفهمن تطبيق مصطحات الخيانة، الكذب، النفاق، الرياق، المجاملات، البرستيج، المظاهر الكاذبة، التزلف، بيع الضمير، الانانية، والى ابعد مستويات الحقارة. اغلب نساء هذا الكون يذهبن نحو تفاهات عالمهن الخاص. المرأة ترى دائماً من زاوية واحدة ولا يمكنها ان ترى من كل الزوايا.. هي تشك بذاتها دائماً، وكيف لشك دينا ان يتحول يقيناً!!
الوعد الذي تعطيه المرأة لا يحمل بطياته اية مسؤولية او تضحية، لماذا تعطيه اذاً؟؟ وعود المرأة اشبه بنقوش على الهواء او الماء!! هي تعطيه كلاماً ولا تنفذه فعلاً، لذلك لا يمكن لاي رجل تحمل وعود المرأة وتصديقها الا اذا وفت بوعدها وصدقت عهدها، قليلات هن من يفين بوعدهن ويصدقن عهدهن!!
لا تصدق دينا ان يحيى يحبها الا اذا هتف بإذنيها، كل يوم، مليون مرة كلمة "احبك".. لطالما فعل. لكنها ان هتفت بإذنيه مرة واحدة كل سنة بكلمة "اشتقتلك" يصدقها على الفور. هذه اكذوبة الثقة بالنفس، ولعبة الحياة والموت عند المرأة. دينا تفضل دوما ان تخسر حبيبها على ان تخسر شيئاً من جمالها، كيف تخسر برأيها ما يحبه فيها؟؟ ما اسخف الرجل الذي يحب المرأة لجمالها!! وما احقر المرأة التي تفعل ما تفعل في شكلها لجذب رجل!! فالرجل الذي يختار المرأة لجمالها كمن يشتري بيت لجمال طلاء واجهته. والمرأة التي تختار الرجل لماله كمن يشتري البيت لغلاء ثمنه لا اكثر، ولكن يعود البيت ليتدمر اثر "قنينة الغاز" في البيت.
يقتنع يحيى اليوم بقول للكاتب ابراهيم المصري: "المرأة والرجل الذي تحب.. فلا المال ولا العواطف ولا أروع مفاتن الترف يمكن أن تؤثر فيها وتدفعها الى خيانة حبيبها.." هو الان مقتنع اكثر بهذا القول، ومتأكد اكثر ان دينا احبته كثيراً وستبقى تحبه الى ابد الابدين.. لكن في بلادنا النساء انواع وكل امرأة جمهورية نفسية مستقلة بذاتها ولا يمكن لاي شخص ان يحتلها الا اذا تنازلت المرأة عن عنادها والرجل عن كبريائة بمزيد من النثريات العاطفية والاساسات العقلية الصلبة. يقول يحيى في نفسه: لو هذا الرجل المحتل الجديد لمملكة دينا احبها 1/5 اي خمس ما يحبها يحيى يمكن ان يسعدها ويجعلها مليكة الشرق والغرب.. لكن من يستطيع ذلك سوى يحيى... لذلك سينتظر يحيى حياته القادمة التي بكل تأكيد ستكون اذيال دينا حاضرة فيها وربما شخصيتها ولحمها ودمها.. لكن ما فائدة كل شيء من دون الروح!!
دينا ستعود يوما الى حضن يحيى لو حتى في احلامهما.. لكن ان كانت العودة الحقيقة، بكل تأكيد سيكون الحب والبكاء مجددا في اللقاء الاول.
زاهر ابو حمدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق