الجمعة، 2 يوليو 2010

رسالة من جزيرة العرب


حبيبتي،
تخونني الذاكرة حين اتذكرك، لا اعلم لماذا؟ لكن الوفى يحصد الوفى معك. وهذا انا متأكد منه كما اني متأكد منك. هنا يا حبيبتي الكل يشبه الكل ولا يوجد جزيئات تافهة كما في احلام اللبنانين او حتى كل الشاميين. هنا الله يمشي فوق الجسر او في نفق تولى الهنود والباكستانسون اعماره. هنا الله نزل بدل ان يصعد اليه العابدون وكل الابراج تناطحه في السماء وتحاول لمسه، ولا تدرك انه في كل مكان ليس فقط في السماء. هنا الله انتقم من عبيده فأرسل لهم النار، فجهنم الحمراء والسوداء والزرقاء والبيضاء والصفراء تسلقت الصحراء الشاسعة والتهمت البشر. فالنهار بلا نهار والمساء بلا نجوم والقمر دائما شاحب والفجر حزين كئيب. هنا الناس يا حبيبتي ككل الناس لكنهم مختلفون مملون منافقون، يصلون كل صلاة ويسألون عن مراقص لبنان، يصومون كل اثنين وخميس ويتمنون اغتصاب نساء العالم. الرجال لا يكتفون بواحدة ولا بإثنتين ولا حتى بثلاث او اربع... الرجال لا يعملون ويكتسبون بلا عمل ويزورون الكلام والاسماء والحاشية وحتى السبايا وما ملكت ايمانهم.. هنا النساء خيمة سوداء تمشي في الصحراء ناصحة من الاسفل ونينجا من الاعلى ...
هنا يا حبيبتي تخونني ذاكرتي معك.. اتذكرك كل ثانية وفي كل تصرف او كلمة. تخونني حين اتذكر شتاء لبنان ومطر الحب.. تخونني حين افكر بفكرة ما اريد انتاجها فأراك انت تجلسين مكان كل الافكار والتنفيذ يكون بمبضعك انت وبقلمك انت.. فكلمة الصمود استخدمها اكثر من كلمة الملك. الملك هنا يسيطر على كل اوكسجين الهواء كأنما هو الذي يعطي الاوكسجين للشعب ففي نشرة الاخبار نذكر جملة خادم الحرمين اكثر من مئة مرة والشوارع كلها بأسماء الملوك والامراء وحاشية الازمنة العابرة السبايا اللواتي اصبحن اميرات.
اتذكرك في كل نغمة هاتف، وفي كل صورة اجدها امامي وكأنها تطعن قلبي ببخور الحب ومصباح الطريق الذي يبكي وحيدا ليلا ليضيء للناس ولا احد يرى دموعه الكهربائية.
اتذكرك دوما يا مولاتي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق