الخميس، 20 فبراير 2014

أمن المخيمات بيد "السي اي اي" وحزب الله قريباً..


يعرف جمهور حزب الله تحديداً ومعه الجمهور "الشيعي" كله أن فكر تنظيم القاعدة لا يعترف بالجنسية والحدود. مقاتلو القاعدة وتنظيماتها يعبرون الحدود لاقامة "حدود الله"، فما الفرق إن كان الانتحاري فلسطيني او لبناني او سوري او ايراني او حتى "مريخي"؟ الفرق الوحيد هو أن الفلسطينين من المغضوب عليهم. يشار إليهم شخصياً ويسلط الاعلام سيوفه الحاقدة عليهم وكأنهم من كوكب أخر. صحيح أن الفلسطينين ضد الارهابيين او كما يصفوا بالتكفيرين لكن فلسطينو لبنان تحديداُ ولأنهم على مقربة من الأحداث تراهم متغلغين بشؤون لبنان الارهابية من دون اصرار او ترصد. يعلم من يريد المعرفة أن الفلسطينين كعقل جماعي أوقفوا العمليات الاستشهادية ضد الاهداف الاسرائيلية فهل يعقل أن يقفوا مع العمليات الانتحارية ضد أهداف لبنانية أو على أرض لبنانية!
هل سأل من يكيلون الشتائم للفلسطينين الأن، لماذا الانتحاريون من بيئة "شيعية". ألم يلاحظوا مثلاً، أن الانتحاريين "الفلسطينين" الاثنين يقيمان في مناطق غالبيتها شيعية، ومن الانتحاريين الاخرين من والدته شيعية ومحيطه "شيعي". هنا البيئة لها دور كبير، ألا يتذكروا أن الشيخ السلفي الهارب أحمد الاسير من أم "متوالية" وتربيته شيعية ومن ثم إنحرف. لماذا لم يدقق بتاريخ امير كتائب عبدالله عزام الراحل ماجد الماجد او المعتقل نعيم عباس. كليهما تدربا في ايران وساعد حزب الله بقصد او من دون قصد بنشأتهم "الجهادية". فكيف ينقلب هؤلاء الى أعداء. سؤال على أولي الامر في حزب الله الأجابة عليه. ولهذه الاجابة ركيزة مهمة، لماذا دعم حزب الله فصائل فلسطينية إسلامية ووطنية صغيرة ليس لها حيثيات كبيرة في المخيمات خصوصاً في مخيم عين الحلوة؟ لماذا تم تهميش دور منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وتم إختراع تحالف الفصائل الفلسطينية؟ ولماذا يصل العتاد والعناصر الى داخل عين الحلوة لطرف واحد فقط معروف لحزب الله وعدو له الان؟. كيف اساساً يدخل ويخرج _إن كان صحيحاً_ السلاح والرجال من وإلى المخيم وهو محاصر من كل مكان. هذا يعني أن هناك من يسهل ويشرف ويعرف.. أخطأ حزب الله ومن ورائه الدولة اللبنانية بإقصاء حركة فتح وفصائل منظمة التحرير عن بسط النفوذ في المخيمات كافة بإعتبارها الشرعية الفلسطينية القانونية والرسمية. الخطأ سيتحول إلى خطيئة الان. كيف ذلك؟
مررت مجلة فورين بوليسي الاميركية قبل شهرين خبراً يؤكد أن وكالة الاستخبارات الاميركية "السي اي اي" تنسق مع حزب الله في مكافحة الارهاب عن طريق مخابرات الجيش اللبناني. وتقول المجلة أن الاميركيين قدموا نصائح لحزب الله وساعدوهم بإيقاف سيارات مفخخة كانت بطريقها للتفجير. وبعد ذلك تم تسريب معلومات أمنية أن الاميركيين وراء توقيف السعودي ماجد الماجد ومن ثم الفلسطيني نعيم عباس. عملية استخباراتية لعينة تجري في الإقليم. يتحالف "المؤمن" مع "الكافر" ويشرب الضدُ القهوة مع العدو.
دُفع مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا للالتقاء مرة أخرى مع فرع المعلومات وللوقوف وراء وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بعد تفجير المستشارية الثقافية الايرانية. المشنوق قال انه سيجفف منابع الارهاب وحدد مناطق شيعية بقاعية. تتهم هذه المناطق العشائرية بسرقة السيارات وتسهيل مرورها  "مفخخة" الى العمق اللبناني. المشنوق "السني المعتدل" يريد إحراج حزب الله في بيئته كما فعل الحزب حين وافق على توزيره في الداخلية واللواء اللدود أشرف ريفي في وزارة العدل وذلك لضرب "الارهاب السني". لكن ماذا لو وافقت القوى السياسية بدخول الجيش الى بريتال مثلاً؟ سيقابلها ثمن. ربما يكون دخول الجيش الى طرابلس وعرسال. لكن الثمن الأكيد سيكون دخول الجيش اللبناني الى المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة.

قبل يومين اجتمع مدير الامن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بقادة فلسطينين يمثلون منظمة التحرير الفلسطينية. اللقاء كان بطلبه ولم يستمر طويلاً. أكد إبراهيم أنه أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة الاعتماد على طرف فلسطيني أخر لأن الشرعية أي قادة منظمة التحرير الفلسطينية يكذبون عليه وأنهم فاشلون، وذلك بحسب مسؤول حضر الاجتماع.
ابراهيم الذي منحه عباس الجنسية الفلسطينية سيعتمد على طرف فلسطيني معروف له. إنه العميد المفصول من فتح محمود عيسى "اللينو".  سيقتحم الجيش اللبناني اطراف مخيم عين الحلوة وتحديدا مخيم الطوارئ والتعمير ابان الانتهاء من معركة يبرود المرجح انتهاؤها في أواخر ابريل/ نيسان المقبل. وبذلك يُعرف ماذا حصل في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وماذا سيحل بملف اللاجئين.
اللينو غادر في الفترة الأخيرة الى دبي. يهدف "صديق إبراهيم" بزيارته لقاء القيادي المفصول من فتح أيضاً محمد دحلان. واللقاء سببه التحضيرات للساحة اللبنانية أمنياً وتنظيمياً. حضرت زوجة دحلان السيدة جليلة الى لبنان أيضاً، لكن في المرة الأخيرة كانت في حراسة الامن العام اللبناني علماً أنه تم استقبالها استقبال (vip) علماً انها لا تحمل أي صفة رسمية فلسطينية، وكل عملها يتمحور حول مساعدات اجتماعية. جليلة كانت ممنوعة من دخول لبنان بقرار أمني لبناني. تدخل ابراهيم واعتذر منها وأصبحت ضيفة فوق العادة. لكن ما المطلوب من دحلان واللينو؟
يقول مصدر فلسطيني عسكري أن اللينو منوط به جمع شباب مدربين لمواجهة الاسلامين في المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة في الجنوب وبرج البراجنة في بيروت. مسؤول في مخيم برج البراجنة يؤكد أن استمارات بدأت توزع على بعض المقاتلين لتعبئتهم تنظيمياً ومالياً. وبعد تنظيم الصفوف سيهاجم الجيش وحلفاؤه أطراف المخيم ومن ثم تتدخل "قوات اللينو" ليصبح الاسلاميين بين فكي كماشة لا مفر منها.
يسأل أحد المسؤولين الفلسطينين البارزين: كيف إلتم دحلان ورجاله على حزب الله والجيش اللبناني؟ شتان بين الطريقين والفريقين. دحلان ربيب الامارات والسعودية ومعروف بقربه من اسرائيل والولايات المتحدة حتى أن نتانياهو والسي اي اي يجهزانه ليكون بديل ابو مازن. الطرف الثاني ضد اسرائيل والسعودية والولايات المتحدة. المصلحة الأمنية أهم وأبقى.


الخميس، 13 فبراير 2014

حماس تلعب على الحبال المنقطعة بين عباس ودحلان


محمد دحلان يتصالح مع حركة حماس، "أبو فادي" يعود الى غزة تحت مظلة حماس، ليس مؤكداً. القيادي المفصول من حركة فتح وعضو المجلس التشريعي إلتقى مؤخراً في القاهرة المشير عبد الفتاح السيسي. اللقاء وصف بلقاء الفاتحين، مع أن دحلان لا يملك صفة رسمية تخوله الجلوس الى جانب وزير الدفاع المصري لكنه يحمل صفة امارتية كبيرة. يشغل دحلان الان مستشاراً لولي عهد الامارات وحاكم امارة دبي لا أكثر.
"الملياردير" حين تحدث الى الرئيس المصري المحتمل إقترح عليه "تأديب حماس" لكن بطريقة "دحلانية" مختبرة سابقاً. النقاش كان يدور بحسب مقربين من دحلان ان الفريق أول السيسي قبل ان يصبح "المشير" كان ينوي معاقبة حماس بعد اتهامات وزير الداخلية المصرية محمد ابراهيم بضلوع عناصر من حماس بتدريب جماعة الاخوان المسلمين وانها مسؤولة عن تفجير مديرية أمن الدقهلية وقتل جنود مصريين في رفح وسيناء. عقاب السيسي ليس مكتمل العناصر، الطائرات الحربية المصرية حلقت أكثر من مرة فوق قطاع غزة وتحديداً فوق خانيونس لكن ماذا لو اطلقت صواريخها مثلما تفعل الطائرات الاسرائيلية وماذا سيكون رد حماس؟ هل ستبقى مكتوفة الايدي كما "تكتفت" حين اغرق الجيش المصري الانفاق بين غزة والاراضي المصرية. الرأي العام المصري شرب كثيراً من التحريض ضد حماس وأصبح مقتنعاً أن حماس رأس الافعى كما نعتها أكثر من إعلامي مصري، لكن قطع رأس الافعى مكلف وباهظ خصوصاً وأنها تملك ما يكفي من سم لإيذاء الخصم. تهديد حماس لمصر كان واضحاً، خرج الاف المقاتلين من كتائب عز الدين القسام يحملون ما يملكون من أسلحة، منها المتطور والذي يظهر لاول مرة، ورفعوا أربعة اصابع من ايديهم وأخفضوا الابهام. كان الوقت حينها بعد مجرزة رابعة العدوية في القاهرة في اغسطس/ آب الماضي. فهل يرتكب "السيسي" مجزرة اخرى في غزة؟. صعب للغاية التفكير بهذه الطريقة مع أن اطراف مصرية كثيرة كانت مع اجتياح مصري لغزة بحجة الارهاب وما يحصل في سيناء اضافة الى الحكمة القائلة:" إضرب الضعيف يرتعش القوي". حماس برأيهم ضعيفة وبها يمكن "تخويف" من هو اقوى خصوصا على الحدود مع ليبيا او من ينوي بناء سد النهضة.

  بين العقاب والتأديب رجحت كفة "التهذيب". ما قاله دحلان في إجتماعه الشهير، ماذا لو اتبعنا إسلوب الجزرة بدل العصا. نحن نعطي الجزرة واسرائيل تتكفل بالعصا، وكان ذلك. خطوة دحلان منعت التصادم المصري الحمساوي حتى ان وسائل الاعلام المصري خفضت من حدة لهجتها تجاه حماس ومعبر رفح اصبح يعمل افضل مما سبق. حماس كانت تحتاج الى التفات "الملياردير" الى القطاع الممنوع من دخوله بقرار من حماس بعد أحداث 2007 لكنها سمحت لثلاثة شخصيات مقربة من دحلان بالعودة الى القطاع وهم ماجد أبو شمالة، وسفيان أبو زايدة، وعلاء ياغي. كذلك افرجت عن ما يقرب من 30 معتقلاً سياسياً بمبادرة من رئيس الوزراء في الحكومة المقالة اسماعيل هنية، غالبية المفرج عنهم من ازلام أبو فادي. وكانت حماس وافقت على زيارة زوجة دحلان "جليلة" ونجله في ابريل/نيسان الماضي الى القطاع. أصرف دحلان بدفع الملايين لانصاره وعشيرته في غزة حتى أن حماس اشتركت معه في لجنة خيرية تكافلية اماراتية. تتشكل اللجنة الوطنية للتنمية والتكافل الاجتماعي، من أعضاء يمثلون ستة فصائل فلسطينية، هي (الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحماس، وفتح، والجهاد الإسلامي، وحزب الشعب)، وستعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومد جسور التواصل بين أبناء الفصائل على الأرض، بحسب القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل الذي التقى دحلان مع اخرين من حماس في دبي. دحلان كان اعلن عن دعمه للجنة الفصائلية مضيفا:” آمل أن يكون العمل الإنساني الإيجابي رافعة لتوحيد الصفوف ومقدمة لإنهاء الانقسام”.

هذه اللجنة يرفضها الرئيس محمود عباس ويشكك المقربون منه بجدواها حيث ان ممثلي فتح فيها من رجال دحلان. وقبل اسبوع سارع عباس الى دفع ما يقرب من مليون دولار اميركي لحفل زفاف جماعي في غزة واريحا، كان ينوي دحلان التكفل به الا ان زعيم فتح سحب البساط من تحت اقدام "المفصول". حماس تواطأت مع دحلان فمنعت الزفاف في غزة بحجة التصاريح اللازمة، لكنها عادت وسمحت به بعد اجراء زفاف اريحا بحضور عباس.

حماس عادت واستقبلت عضو اللجنة المركزية في فتح "الغزاوي" نبيل شعث على رأس وفد فتحاوي. هنية استقبل شعث والحديث عن المصالحة الفلسطينية، لكن زيارة شعث لها هدف أهم مكلف به من اللجنة المركزية وعباس وهو ترتيب البيت الفتحاوي في غزة بعد استقالة الهيئة القيادية لفتح في القطاع، يشار الى دحلان بالوقوف وراء الاستقالة الجماعية.

يحاول عباس تفويت الفرصة على دحلان في غزة، فكل محاولات فض الاشتباك بينهما تفشل. كان اخر المحاولات تدخل الامارات والاردن لعودة المياه الى مجاريها واعادة دحلان الى صفوف فتح. اجتمع عضو اللجنة المركزية عزام الاحمد مع دحلان ووافق عباس على عودة انصار دحلان المفصولين الى فتح لكن المحكمة الفلسطينية المعنية بشؤون الفساد اصدرت قرارا غيابيا بحق رئيس الامن الوقائي السابق رشيد ابو شباك المقرب من دحلان. كانت رسالة واضحة لدحلان فتوقفت الاتصالات لرأب الصدع بين الدحلانيين والعباسيين.

عباس وجه رسالة ايضاً لمن يدعم دحلان، فلقاء دحلان بالسيسي في يناير الماضي رد عليه عباس بإرسال عضو اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب الى طهران. فإن كانت دول الخليج تدعم السيسي ودحلان فخيارات عباس يمكن ان تتغير أيضاً. لكن اين حماس من كل ما يجري؟ حماس وقعت في فخ التجاذبات الاقليمية ما اضطر هنية مؤخراً الى شكر ايران وسوريا والسعودية وتركيا وقطر. شكر الرجل كل دول المنطقة ليشكر سوريا التي خرج منها قياديو حماس. فماذا لو غضبت مصر أكثر؟ دحلان ينقذ الموقف. ماذا لو غضب عباس؟ شعث يستقبل بحفاوة في غزة ويعلن عن موافقة حماس على حكومة ائتلافية وطنية برئاسة عباس. لكن هل فعلا عباس يريد المصالحة؟ لا يمكن الحكم على النوايا، لكن صاحب مشروع المفاوضات مع اسرائيل في مأزق تفاوضي كبير، يحاول ان يضغط من خلال ورقة المصالحة. ويريد عباس ان يقول للطرفين الاميركي والاسرائيلي انه يمثل الشعب الفلسطيني وانه يمون على حماس وغزة. الاسرائيليون لطالما استخدموا حجة عدم سيطرة عباس على القطاع وانهم لا يعرفون من يحاوروا، حماس ام فتح؟

حماس تلعب على حبال مقطوعة بين دحلان وعباس ويبدو انها المستفيدة سياسياً من هذه التجاذبات. خصوصاً وان تمت المصالحة بعد او قبل توقيع اتفاق الاطار الذي يطرحه وزير الخارجية جون كيري سيكون موقفها جيداً مع احتمال شن عدوان اسرائيلي جديد على غزة لهروب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من استحقاق المفاوضات في اواخر مارس/ اذار المقبل.



الأربعاء، 12 فبراير 2014

تظاهرات الهجرة في مخيمات لبنان، "مولخو" يأمر و"دحلان" ينفذ..


استطاعت صحيفة معاريف العبرية حرق محصول محمد دحلان السياسي. زرع عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قمحاً دبلوماسياً مع الطرف الاسرائيلي وسقى أرضه تقرب أميركي. حين اتى موعد الحصاد أحرقت اسرائيل الزرع ومعها المزارع. فكيف يمكن تفسير التأكيد تلو التأكيد على زيارة مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى دبي واللقاء بدحلان. هذا الكلام ينفيه دحلان وأصدر بياناً يستهجن ويستغرب وينكر ويتنكر لكل ما أتى بالصحيفة الاسرائيلية. نفي دحلان لم يتطرق الى الوثيقة التي نشرتها معاريف بعد سحبها من أدراج البيت الابيض تفيد بأن دحلان المفصول من فتح بعد خلافه مع الرئيس محمود عباس أرسل رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما يقول فيها:"عباس ليس رجل سلام، إنه يكذب ويراوغ في المفاوضات". قرأ الاميركيون سطور دحلان ولا يعرف إن تلقى رداً على رسالته. لكن ما تؤكده مصادر استخباراتية فلسطينية أن واشنطن تعرف تفاصيل خلاف دحلان _ عباس وتستغله للضغط على المفاوض الفلسطيني. والمصادر نفسها تؤكد لقاء دحلان بمحامي نتنياهو الشخصي والامين المؤتمن في المهمات السرية اسحاق مولخو ثلاث مرات في دبي.
أسرار اللقاءات السرية لا تقتصر على ملفات غزة وتهيئة الطريق لدحلان للوصول الى مقر المقاطعة في رام الله. "ابو فادي" يرى نفسه رئيساً لكن لديه منافسان شرسان، الاسير مروان البرغوثي وصديقه السابق خصمه الحالي جبريل الرجوب وللمصادفة الاثنان يتهمان بعضهما بالوشي وتسليم البرغوثي الى الاسرائيلين عام 2002 بعدما كانا الاثنين في مراكز قوى امنية. ابو مازن تجاوز سن الـ78 وهو مدخن بشراهة وصحته "على قده" وقرر مؤخراً أن يصبح رئيساً سابقاً في حياته لا راحلاً بعد مماته. هذا الحديث دار بين مولخو ودحلان اضافة الى كيفية احراج "الخصم العباسي" في المفاوضات، هكذا يغضب وزير الخارجية جون كيري ومبعوثه مارتن انديك من عباس ويبدأ التفكير بتغييره خصوصاً وان كيري هدد مؤخراً الرئيس الفلسطيني بالقتل وأن يلقى مصير سلفه الراحل ياسر عرفات. بحث الرجلان في قضايا الحل النهائي (اللاجئون، القدس، المياه، الحدود، الامن). كل المسائل لها علاقة مباشرة برفض اسرائيل ولم يتفق الطرفان الا على قضية اللاجئين بنسبة كبيرة بحسب مصادر فلسطينية. الاتفاق حول اللاجئين ينص على خطة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون أي تأسيس صندوق للاجئين الفلسطينين بتمويل من الدول المانحة بحصة كبيرة لدول الخليج العربي. وهذا الصندوق يعوض لعدد لا بأس به من اللاجئين الذين يرفضون التهجير الى ما وراء المحيط ويصرون على البقاء حيث تواجدهم في بلاد الطوق. دول الخليج توطن الفلسطينين الموجودين كوافدين اليها خصوصاً وان بعض الدول تحتاج الى يد عاملة والى مواطنين "سنة" في مقابل مواطنين "شيعة" وقد بدأت الاقامات الدائمة توزع في البحرين وقطر مؤخراً. ويعود وفق مخطط كلينتون فقط 250 الف فلسطيني الى غزة والضفة بقانون لّم الشمل اي عودة فقط من له أقارب في اراضي دولة فلسطين الموعودة.
عباس رفض المقترحات التي تنص إغفال حق العودة بحسب القرار الدولي الصادر عن الامم المتحدة 194 اي العودة والتعويض. كما رفض إجبار الفلسطينين على خياراتهم وقال امام زواره أن حق العودة شخصي وفردي مثل حق اختيار الزوج. أتى دور دحلان..
في اجتماع دحلان مولخو، طالب الاسرائيلي بتنفيذ تظاهرات في مخيمات لبنان وسوريا والاردن. تطالب بالهجرة من لبنان تحت ذرائع مختلفة منها الضيق والبطالة وضعف القيادة الفلسطينية وعدم الالتفات الى اللاجئين. وهكذا يظهر عباس كاذباً، فكيف يعارض التهجير واللاجئون يطالبون بتنفيذه. قال دحلان إن الوضع في سوريا صعب ميدانياً لتنفيذ تظاهرات تطالب بالهجرة خصوصاً وان مخيم اليرموك يأن من الجوع، اما في الاردن فالسلطات تتحكم بكل شاردة وواردة ولن تسمح بمثل هكذا تظاهرات لانها تطال السيادة الاردنية خصوصا وان غالبية الفلسطينين في الادرن هم مواطنون اردنيون. لبنان سيكون "الملعب". رد مولخو: السفارة الاميركية في بيروت ستكون "الكوتش coach" اي المدرب، فأميركا يهمها ايضاً إنجاح المفاوضات وتهجير اللاجئين من الدول التي ترفض توطينهم.
اصبح لدينا الممول والمدرب والملعب فماذا عن مساعد المدرب واللاعبون؟ وألا تحتاج هكذا مباراة مصيرية الى جمهور يشجع ويصفق خصوصاً وان المباراة غير منقولة فضائياً ولمشاهدتها سيُدفع لك مالاً ولن تدفع مليماً.

أرسل دحلان نجله "فادي" سراً الى بيروت بعد أن حضرت زوجته "جليلة" قبل اسبوعين. التقى فادي بعدد بسيط من الاشخاص. وفي معلومات فلسطينية ولبنانية أن "الابن" زار السفارة الاميركية في "عوكر". السفارة تلقفت الرسائل الاسرائيلية والدحلانية وتواصلت مع "مساعد المدرب" الخبير "عميلها" المعروف "إدوارد كتورة" وهو  "عميل مزدوج" لصالح دحلان والسفارة الاميركية. "كتورة" هو فتحاوي مفصول لقربه وتعامله المفضوح مع دحلان حتى ان سفن عودته الى صفوف فتح أٌحرقت حين تم سرقة أوراق في غاية السرية من سياراته. الاوراق كان فيها مخططات لم يعلن عن تفاصيلها لكن المؤكد أن في المستندات فواتير ورسائل بينه وبين السفارة الاميركية منها تسليح طرف في مخيم عين الحلوة.
الأن أصبحت ادراة الفريق جاهزة. تم اختيار اللاعبين وهم شباب في مخيمات لبنان من نهر البارد شمالاً الى الرشدية جنوباً، مروراً ببرج البراجنة في بيروت وعين الحلوة في صيدا. "مساعد المدرب" أسس ملتقيات شبابية أسمها "المبادرة الشبابية"، هذه المبادرة نفذت على صفحات الانترنت مواقع رسمية ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت بزيارات رسمية واعتصامات وانشطة شبابية. لم يُعرف من الممول حينها لكن المحرض معروف. مصدر فلسطيني يقول أنه بعد سرقة الأوراق من سيارة "كتورة" تبين أن الممول والمحرض هو "مساعد المدرب".
أصبحت الاعتصامات شبه دورية في المخيمات المطالبة بالهجرة ويرفعون اعلام الدول الغربية وقلائل من تذكر رفع العلم الفلسطيني، ولا بأس من الاستعانة بلاعبين أجانب من خارج المبادرة الشعبية. ففي نهر البارد تم الاستعانة بشيخ مقرب من حركة حماس وراح يخطب على المنبر مطالباً بالهجرة. وفي برج البراجنة تم تجنيد شباب من الجبهة الشعبية _ القيادة العامة لنفس الغرض. وفي مخيم عين الحلوة ومخيمات أخرى كان للجبهة الديمقراطية دور بارز في تحريض الشارع ربما عن قصد او غير قصد لكن فصائل وشخصيات معروفة متورطة بشحذ سيوف الهجرة من المخيمات وتحولوا من جمهور يتفرج الى لاعبيين اساسيين في الفريق المنادي بهجرة اللاجئين الفلسطينين من لبنان الى أبعد نقطة عن فلسطين.
سؤال يطرحه غالبية المتظاهرين، أين القيادة مما يعانيه الشباب من بطالة تجاوزت الـ 60 في المئة بمخيمات بيروت والـ 80 في المئة في مخيمات الجنوب والشمال. وماذا عن الطبابة والتعليم والفقر وتملك البيوت والحقوق السياسية والمدنية في لبنان ناهيك عن الوضع الامني المزري.. أسئلة كثيرة ومحقة ويجب الاجابة عليها، لكن لماذا لم يتم التظاهر للمطالبة بهذه الحقوق ورفضاً لتقليض خدمات الانروا؟. ولماذا في هذا التوقيت يتم التظاهر للمطالبة بالهجرة حصراً؟ أليست الاوضاع على حالها منذ النكبة ومنذ سنة وثلاث سنوات أو شهر او ثلاثة أشهر؟ أليس وضع أهل غزة أصعب وأكثر مأساوية في ظل الحصار والقصف الاسرائيلي، ووضع مخيمات لبنان كان أصعب قبل عشرين عاماً في ظل الحرب الاهلية اللبنانية وما تبعها من حصار مخيمات وقتل على الهوية، لماذا لم يطالب الاجداد والاباء بالهجرة، وينادي بها الاحفاد حالياً؟ الاجابة أتت من لقاء مولخو – دحلان في دبي.

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

ساعة الصفر للمخيمات بدأت دقائقها..

حضر مسؤول استخباراتي بارز على وجه السرعة مكلفاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان. لم يشار الى هذه الزيارة اعلامياً ولا حتى رسمياً من الطرف اللبناني. هدف الزيارة السرية لم تظهر فحواها، الا ان الحديث يدور حول نقطة رئيسية وهي وضع مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان وتحديدا من الناحية الامنية. إلتقى المسؤول الفلسطيني بمسؤوليين لبنانيين ولا سيما الامنيين منهم. حوار حول مسألة الارهاب المتنقل في البلاد العربية والمخيمات متهمة في هذا المجال. يقول المسؤول ان محاربة الارهاب اتخذ دولياً ومتفق عليه من قبل اللاعبين الدوليين كروسيا والولايات المتحدة واقليمياً كالسعودية ومصر وتركيا وايران. لا مجال لكشف المعلومات الامنية الحساسة وطرق تنفيذها. تطرق الحوار مع المسؤوليين اللبنانيين حول معركة يبرود في القلمون السوري، النصيحة كانت عدم خوض حزب الله والجيش السوري لتلك المعركة لان ذلك يعني تفجير الوضع في لبنان. الاحتمال الان هو معركة محدودة تفصل بين بلدة عرسال اللبنانية ومدينة يبرود السورية.
المسؤول الاستخباراتي الفلسطيني مكلف بمهمة وساطة بين خاطفي المطرانين السوريين وراهبات معلولا. الملف مكتمل العناصر تشارك في انجازه تركيا وقطر وهو امتداد لملف مخطوفي اعزاز اللبنانيين الذين افرج عنهم مؤخراً. وصيرورة حل الملف يعمل عليه قائد الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم وقد تم تسليمه مفاتيح التفاوض التي ستبقى سرية لفترة ليست وجيزة حتى نضج المفاوضات وإكتمال الحل النهائي لهذا الملف الانساني.
اما فيما يخص مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا جنوب لبنان فالخطة تسير الى تطويق المخيم اكثر امنياً وترجيح دخول الجيش اللبناني الى حي الطوارئ على مشارف المخيم الأساسي حيث يعتبر مقعلاً للاسلامين المتشددين مثل جماعة جند الشام وبعض عناصر فتح الاسلام وفي الحي نفسه سكن لفترة وجيزة جداً الشيخ السلفي أحمد الاسير والفنان المعتزل فضل شاكر قبل مغادرتهما الى مناطق في شرق لبنان كما تؤكد مصادر لبنانية وفلسطينية.
حين سألنا عن مصير المدنيين ومواقف الاطراف داخل المخيم، كانت اجابة المسؤول البارز: "سيُعمل على تنسيق المواقف وقد أعطينا الجيش اللبناني الضوء الاخضر لبسط نفوذه في اي مكان يراه مناسباً. "الفلسطيني" مع الدولة اللبنانية وتنفيذ قراراتها. المدنيون سيخرجون الى خارج المخيم او يدخلون الى داخله. المخيم بحسب الخطة لن يمس". والنازحون من سوريا سيعودون الى مخيم اليرموك خصوصاً وان خلال الاسبوع الجاري سيتم انهاء ازمة اليوموك. ماذا لو حشدت القوى الاسلامية لمنع الجيش من الدخول؟ قال ضاحكاً: "غالبيتهم موافقون وكما علمنا من القيادة الامنية اللبنانية ان فصائل اسلامية ومشايخ معروفون ينسقون مع مخابرات الجيش اللبناني ويزورونهم ويشربون "الشاي بالياسمين" وان تدخل أحدهم سيكون له طرف من المخيم له بالمرصاد". هل تقصد العيميد المفصول من فتح محمود عيسى الملقب باللينو؟ يجيب: من هذا "اللينو"؟ وان كان فعلاً هناك "لينو" فيوجد "ليونز lions" اسود كثر في الميخم.
الاستخباراتي البارز يرفض الحديث عن الخلافات الفتحاوية المنعكسة على لبنان. ويؤكد ان وضع المخيمات سيصبح افضل حالاً ان كانت تحت الشرعية اللبنانية مع تنظيم سلاح المخيمات وسحب السلاح خارج المخيمات. طاولة الحوار اللبنانية لم تتفق الا على هذه النقطة وستنفذ بموافقة حزب الله الذي يخشى انقلاب الجماعات الاسلامية في المخيم وخارجه عليه ميدانياً أكثر. فصيدا التي انتجت انتحاريين يفجرون انفسهم في معاقل حزب الله والسفارة الايرانية متعلق امرها بوضع المخيم. القرار إتخذ ودقائق ساعة الصفر بدأت عقاربها بالدوران المرجح توقفها في مارس/أذار المقبل قبل او بعد توقيع "اتفاقية الاطار" التي يريدها وزير الخارجية الاميركية جون كيري، وكل ثانية تمر ستكون صعبة استخباراتياً او لوجستياً أو سياسياً.


الخميس، 6 فبراير 2014

حماس ضد المفاوضات وضد المقاومة !

إنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأروقة الحديث السياسي ورقة خُتمت بشعار وزارة الداخلية والامن الوطني في غزة. ورقة "لم يؤكد صحتها" صادرة عن مكتب الوزير الذي يوجه أمره العسكري الى قائد قوات الامن الوطني "المسمى" ابو عبيدة الجراح. الاوامر تفيد منع اطلاق الصورايخ من قطاع غزة على المستوطنات الاسرائيلية ولو إقتضى الامر اطلاق النار واستعمال القوة. وفقاً للامر التنظيمي والعسكري المنشور يُصر الوزير فتحي حماد، الذي أعلن قبل مدة بسيطة أن زوال اسرائيل بعد 8 سنوات، على اعتقال من يطلق صاروخاً وعدم الافراج عنه واعتباره عميلاً ودخيلاً على المقاومة. انتهت أوامر حماد، لكن هل نفذها أبو عبيدة؟
المعلومات التي ترد من غزة ومن الاعلام الاسرائيلي تفيد أن حماس فعلاً تمنع الصواريخ من الوصول الى اسرائيل. خلافات كثيرة بين حماس والفصائل أبرزها مع حركة الجهاد، حصل اشتباك منذ فترة بين رجال الامن وقائد في سرايا القدس فقتل على الفور. فورة حماس بمنع اطلاق الصورايخ انتهجتها فتح سابقاً حتى أن الرئيس محمود عباس أمر بقتل كل من يطلق صاروخ، برأيه أنها لا تقتل نملة اسرائيلية لكن رد اسرائيل يقتل عشرات الفلسطينين.
حماس المنهكة حالياً، تعيش كبطل "الجومباز" الذي قرر ان يقرن "الجومباز" بالمصارعة الحرة. رياضتان مختلفتنان بالحجم والاسلوب والتكنيك. فشل البطل بهوايته الجديدة فقرر العودة الى الاولى فوجد نفسه غريباً لا يعرف نفسه وكلما نظر الى المرآة قال: من أنا؟ حماس لا تعرف نفسها الان. هل هي فصيل مقاومة ام حزب سياسي؟ حماس، الاثنين معاً وللاسف لم يعرف قادتها التوفيق بين النموذجين الأضادين.

حماس ترفض المفاوضات التي يجريها رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير محمود عباس مع اسرائيل عبر وسيط اميركي تعتبره حماس غير نزيه وشفاف. في المقابل حماس ترفض اعلان الحرب من غزة بحسب ما يقول مناوؤها وتدعو الى القتال من الضفة الغربية. ولا يبدو أن تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير امنه موشي يعالون بسحق حماس إن طلقت الصورايخ "مزحة". نتانياهو يريد الهروب من المفاوضات ولا بأس بحرب ينهي عزلته الدولية التي تكبر كل يوم. لكن حماس ومعها فصائل المقاومة الاخرى ستبقى مكتوفة الايدي في اي مواجهة. لقد أثبتت فصائل المقاومة شد العروة بينها وتمكين الكتائب والسرايا بأسلحة قادرة على الوصول الى العمق الاسرائيلي لاسيما تل أبيب والقدس وهذا ما أوجع حكومة نتانياهو في العدوان الاخير في ظل حكم الرئيس المصري محمد مرسي. يؤخذ على حماس موافقتها على اتفاق التهدئة الموقع برعاية مصر اخوانية "رفض الاعمال العدائية" من قطاع غزة. هكذا مصطلح كبلها قانونياً وسياسياً وأوحى أن الحركة المقاومة الاسلامية تتجه نحو القبول بغزة فقط وعدم "الاعتداء" على العدو لتحرير الارض المتبقة. الايحاء يخطئ احياناً ويتحقق أحياناً كثيرة.
في خلال مقابلة له مع المفاوض الإسرائيلي السابق جلعاد شير لصالح ‘معهد الأمن القومي الإسرائيلي اكد عباس ان هناك اتفاق مكتوب رسمي بين السلطة الفلسطينية وحماس حول المفاوضات على اساس حدود ال67 وايضا اتفاق على المقاومة الشعبية وتشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات ديمقراطية، واضاف اتركوا حماس لنا نحن نتكلم باسم الشعب الفلسطيني كله. خطاب ابو مازن منذ اسبوع تقريباً موجهة الى الطرف الاسرائيلي، ما لبثت حماس ان رفضته ونكرت وتنكرت لكلام عباس. قادة حماس متخبطون بين رأي العسكر والموقف السياسي. اتفاق القاهرة عام 2006 الذي صدر عنه وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني يؤكد ان الجميع يقبل بدولة فلسطينية على حدود ال67. لكن حماس تقول أن الفصائل جميعها توافقت على قواسم مشتركة منها قيام دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى بيوتهم التي هجروا منها دون الاعتراف بالكيان الصهيوني أو بشرعيته على أرض فلسطين، وهذا ينفي الموافقة على ما وافقت عليه منظمة التحرير في أوسلو. عاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقال من القاهرة لنعطي فرصة للمفاوضات بعدها قامت قيامة غالبية قادة حماس وعلى رأسهم محمود الزهار الذي قال على إحدى الفضائيات حينها: خالد مشعل لا يمثل الا نفسه ولم يفوضه أحد بالحديث عن حماس.
حماس المصارعة والمصروعة معاً دخلت حلبة المشي تحت الامطار من دون ان تتبلل. سقوط الاخوان في مصر قسم ظهرها. تعامل أجهزة الامن مع غزة وتهديم الانفاق وإغلاق المعبر واتهامها بأعمال إرهابية في الداخل المصري جعل من حماس ادارة منكوبة منكبة على معالجة الجراح الاعلامية في مصر والاحتياجات الضرورية لغزة. حماس وجدت نفسها وحيدة بلا مصر والسعودية وغضب ايراني سوري وحدود غزة مهددة بالاجتياح من مصر واسرائيل. لكن إن تم العدوان على غزة في ظل مصر التي يحكمها المشير عبد الفتاح السيسي ستحرج مصر فماذا سيفعل الرئيس المحتمل؟ ربما الاعلام المصري كان كفيلاً بتشويه صورة حماس وغزة وعليه سيقول قائل: "خلصونا منهم". وهكذا ستبقى حماس وحيدة إن لم تلتف في مصالحة تفتح الافق وتقبل بالاجماع الفلسطيني والانتخابات العامة.

الأربعاء، 5 فبراير 2014

الناتو يحتل فلسطين

اقتراح الرئيس الفلسطيني محمود عباس نشر قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي في الأراضي الفلسطينية، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، يحمل دلالات من حيث التوقيت والمضمون.
لا يأبه أبو مازن بكل السيناريوهات المطروحة، أو أنه يحاول شدّ رحال المفاوضات إلى نقطة لم يتوقعها الطرف الإسرائيلي. كل ما يرفضه الاسرائيلي يقبل به هو، وكل ما يقبل به العدو يصرّ عليه. يحاول عباس سحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المربع المكروه، وهو الدبلوماسية القانونية والعزلة الدولية. إن رفض نتنياهو العروض الامريكية والفلسطينية، يصبح الطرف الفلسطيني الراغب في السلام، والرافض للعنف، في وضعية معاكسة لحال الخصم الاسرائيلي الذي تزداد عزلته الدولية. هذا ما تؤكده رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض تسبي ليفني.
أن يأتي "الأطلسي" إلى فلسطين يعني أنه سيراقب الحدود والمعابر، وأنه سيدقق بطاقات المواطنين الفلسطينين، وسيتدخل بكل شاردة وواردة تخص الامن وغيره بحجة مكافحة الارهاب. ووفق مقترح عباس، سيحق للاسرائيلين أن يبقوا 5 سنوات اضافية في الضفة الغربية والقدس، بشرط الانسحاب بعدها. لماذا 5 سنوات؟ هل ليطمئن نتنياهو إن بقي رئيساً للوزراء؟ بالتأكيد إنه الاحراج. ما الفارق بين أقل من 5 سنوات أو أكثر؟ لا فرق كبير، وخصوصاً أن عناصر "الأطلسي" ستكون موجودة.
ستكون الحدود متداخلة جداً إن قامت الدولة الفلسطينية العتيدة، فما عدد رجال الأمن الأطلسيين المطلوب للمهمة؟ لا يهم كثيراً بما أنّ الدول الراغبة في السلام كثيرة. لكن لماذا يرفض نتنياهو قوات دولية تابعة للأمم المتحدة؟
ترى القيادة الاسرائيلية أن قوات الامم المتحدة ستكون متعددة الجنسيات، وفيها جنسيات مسلمة وربما عربية ايضاً. والأخطر إن سُجّلت نقاط اختراق، واشتكت الى مجلس الامن. هكذا تفعل قوات "اليونيفل" على الحدود اللبنانية، أو "الاندوف" على الحدود السورية.
بحث المفاوض الفلسطيني في أوراقه التفاوضية، فوجد مقترحاً فلسطينياً يعود الى عام 2002. اقترح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فكرة عباس نفسها على رئيس الاستخبارات الامريكية في حينها جورج تينت، ورفضها الاسرائيليون. فهل يرفض نتنياهو الفكرة مجدداً؟ على الارجح سيرفض الطرف الإسرائيلي مثلما سبق له أن رفض عرضاً امريكياً قائماً على التكنولوجيا، ويفيد بنشر "روبوتات" عبقرية وكاميرات خارقة وأجهزة قتالية حساسة تعرف من أين يأتي "الارهاب" فتقنصه. هذا العرض كانت ستموله اليابان وتنفذه الولايات المتحدة، مثل مشروع ربط غزة والضفة بقطار سريع، قطار اختلف المفاوضون على محطات انطلاقه وتوقفه داخل الضفة الغربية. التفاصيل غريبة ومعقدة، ولا يبدو أنها ستُحسم قريباً إلا بالضغط والقوة. وسواء أتى "الأطلسي" أو غيره، فهذا يعني أن فلسطين ستبقى محتلة بأشكالها المختلفة.