الأربعاء، 12 فبراير 2014

تظاهرات الهجرة في مخيمات لبنان، "مولخو" يأمر و"دحلان" ينفذ..


استطاعت صحيفة معاريف العبرية حرق محصول محمد دحلان السياسي. زرع عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قمحاً دبلوماسياً مع الطرف الاسرائيلي وسقى أرضه تقرب أميركي. حين اتى موعد الحصاد أحرقت اسرائيل الزرع ومعها المزارع. فكيف يمكن تفسير التأكيد تلو التأكيد على زيارة مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى دبي واللقاء بدحلان. هذا الكلام ينفيه دحلان وأصدر بياناً يستهجن ويستغرب وينكر ويتنكر لكل ما أتى بالصحيفة الاسرائيلية. نفي دحلان لم يتطرق الى الوثيقة التي نشرتها معاريف بعد سحبها من أدراج البيت الابيض تفيد بأن دحلان المفصول من فتح بعد خلافه مع الرئيس محمود عباس أرسل رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما يقول فيها:"عباس ليس رجل سلام، إنه يكذب ويراوغ في المفاوضات". قرأ الاميركيون سطور دحلان ولا يعرف إن تلقى رداً على رسالته. لكن ما تؤكده مصادر استخباراتية فلسطينية أن واشنطن تعرف تفاصيل خلاف دحلان _ عباس وتستغله للضغط على المفاوض الفلسطيني. والمصادر نفسها تؤكد لقاء دحلان بمحامي نتنياهو الشخصي والامين المؤتمن في المهمات السرية اسحاق مولخو ثلاث مرات في دبي.
أسرار اللقاءات السرية لا تقتصر على ملفات غزة وتهيئة الطريق لدحلان للوصول الى مقر المقاطعة في رام الله. "ابو فادي" يرى نفسه رئيساً لكن لديه منافسان شرسان، الاسير مروان البرغوثي وصديقه السابق خصمه الحالي جبريل الرجوب وللمصادفة الاثنان يتهمان بعضهما بالوشي وتسليم البرغوثي الى الاسرائيلين عام 2002 بعدما كانا الاثنين في مراكز قوى امنية. ابو مازن تجاوز سن الـ78 وهو مدخن بشراهة وصحته "على قده" وقرر مؤخراً أن يصبح رئيساً سابقاً في حياته لا راحلاً بعد مماته. هذا الحديث دار بين مولخو ودحلان اضافة الى كيفية احراج "الخصم العباسي" في المفاوضات، هكذا يغضب وزير الخارجية جون كيري ومبعوثه مارتن انديك من عباس ويبدأ التفكير بتغييره خصوصاً وان كيري هدد مؤخراً الرئيس الفلسطيني بالقتل وأن يلقى مصير سلفه الراحل ياسر عرفات. بحث الرجلان في قضايا الحل النهائي (اللاجئون، القدس، المياه، الحدود، الامن). كل المسائل لها علاقة مباشرة برفض اسرائيل ولم يتفق الطرفان الا على قضية اللاجئين بنسبة كبيرة بحسب مصادر فلسطينية. الاتفاق حول اللاجئين ينص على خطة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون أي تأسيس صندوق للاجئين الفلسطينين بتمويل من الدول المانحة بحصة كبيرة لدول الخليج العربي. وهذا الصندوق يعوض لعدد لا بأس به من اللاجئين الذين يرفضون التهجير الى ما وراء المحيط ويصرون على البقاء حيث تواجدهم في بلاد الطوق. دول الخليج توطن الفلسطينين الموجودين كوافدين اليها خصوصاً وان بعض الدول تحتاج الى يد عاملة والى مواطنين "سنة" في مقابل مواطنين "شيعة" وقد بدأت الاقامات الدائمة توزع في البحرين وقطر مؤخراً. ويعود وفق مخطط كلينتون فقط 250 الف فلسطيني الى غزة والضفة بقانون لّم الشمل اي عودة فقط من له أقارب في اراضي دولة فلسطين الموعودة.
عباس رفض المقترحات التي تنص إغفال حق العودة بحسب القرار الدولي الصادر عن الامم المتحدة 194 اي العودة والتعويض. كما رفض إجبار الفلسطينين على خياراتهم وقال امام زواره أن حق العودة شخصي وفردي مثل حق اختيار الزوج. أتى دور دحلان..
في اجتماع دحلان مولخو، طالب الاسرائيلي بتنفيذ تظاهرات في مخيمات لبنان وسوريا والاردن. تطالب بالهجرة من لبنان تحت ذرائع مختلفة منها الضيق والبطالة وضعف القيادة الفلسطينية وعدم الالتفات الى اللاجئين. وهكذا يظهر عباس كاذباً، فكيف يعارض التهجير واللاجئون يطالبون بتنفيذه. قال دحلان إن الوضع في سوريا صعب ميدانياً لتنفيذ تظاهرات تطالب بالهجرة خصوصاً وان مخيم اليرموك يأن من الجوع، اما في الاردن فالسلطات تتحكم بكل شاردة وواردة ولن تسمح بمثل هكذا تظاهرات لانها تطال السيادة الاردنية خصوصا وان غالبية الفلسطينين في الادرن هم مواطنون اردنيون. لبنان سيكون "الملعب". رد مولخو: السفارة الاميركية في بيروت ستكون "الكوتش coach" اي المدرب، فأميركا يهمها ايضاً إنجاح المفاوضات وتهجير اللاجئين من الدول التي ترفض توطينهم.
اصبح لدينا الممول والمدرب والملعب فماذا عن مساعد المدرب واللاعبون؟ وألا تحتاج هكذا مباراة مصيرية الى جمهور يشجع ويصفق خصوصاً وان المباراة غير منقولة فضائياً ولمشاهدتها سيُدفع لك مالاً ولن تدفع مليماً.

أرسل دحلان نجله "فادي" سراً الى بيروت بعد أن حضرت زوجته "جليلة" قبل اسبوعين. التقى فادي بعدد بسيط من الاشخاص. وفي معلومات فلسطينية ولبنانية أن "الابن" زار السفارة الاميركية في "عوكر". السفارة تلقفت الرسائل الاسرائيلية والدحلانية وتواصلت مع "مساعد المدرب" الخبير "عميلها" المعروف "إدوارد كتورة" وهو  "عميل مزدوج" لصالح دحلان والسفارة الاميركية. "كتورة" هو فتحاوي مفصول لقربه وتعامله المفضوح مع دحلان حتى ان سفن عودته الى صفوف فتح أٌحرقت حين تم سرقة أوراق في غاية السرية من سياراته. الاوراق كان فيها مخططات لم يعلن عن تفاصيلها لكن المؤكد أن في المستندات فواتير ورسائل بينه وبين السفارة الاميركية منها تسليح طرف في مخيم عين الحلوة.
الأن أصبحت ادراة الفريق جاهزة. تم اختيار اللاعبين وهم شباب في مخيمات لبنان من نهر البارد شمالاً الى الرشدية جنوباً، مروراً ببرج البراجنة في بيروت وعين الحلوة في صيدا. "مساعد المدرب" أسس ملتقيات شبابية أسمها "المبادرة الشبابية"، هذه المبادرة نفذت على صفحات الانترنت مواقع رسمية ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت بزيارات رسمية واعتصامات وانشطة شبابية. لم يُعرف من الممول حينها لكن المحرض معروف. مصدر فلسطيني يقول أنه بعد سرقة الأوراق من سيارة "كتورة" تبين أن الممول والمحرض هو "مساعد المدرب".
أصبحت الاعتصامات شبه دورية في المخيمات المطالبة بالهجرة ويرفعون اعلام الدول الغربية وقلائل من تذكر رفع العلم الفلسطيني، ولا بأس من الاستعانة بلاعبين أجانب من خارج المبادرة الشعبية. ففي نهر البارد تم الاستعانة بشيخ مقرب من حركة حماس وراح يخطب على المنبر مطالباً بالهجرة. وفي برج البراجنة تم تجنيد شباب من الجبهة الشعبية _ القيادة العامة لنفس الغرض. وفي مخيم عين الحلوة ومخيمات أخرى كان للجبهة الديمقراطية دور بارز في تحريض الشارع ربما عن قصد او غير قصد لكن فصائل وشخصيات معروفة متورطة بشحذ سيوف الهجرة من المخيمات وتحولوا من جمهور يتفرج الى لاعبيين اساسيين في الفريق المنادي بهجرة اللاجئين الفلسطينين من لبنان الى أبعد نقطة عن فلسطين.
سؤال يطرحه غالبية المتظاهرين، أين القيادة مما يعانيه الشباب من بطالة تجاوزت الـ 60 في المئة بمخيمات بيروت والـ 80 في المئة في مخيمات الجنوب والشمال. وماذا عن الطبابة والتعليم والفقر وتملك البيوت والحقوق السياسية والمدنية في لبنان ناهيك عن الوضع الامني المزري.. أسئلة كثيرة ومحقة ويجب الاجابة عليها، لكن لماذا لم يتم التظاهر للمطالبة بهذه الحقوق ورفضاً لتقليض خدمات الانروا؟. ولماذا في هذا التوقيت يتم التظاهر للمطالبة بالهجرة حصراً؟ أليست الاوضاع على حالها منذ النكبة ومنذ سنة وثلاث سنوات أو شهر او ثلاثة أشهر؟ أليس وضع أهل غزة أصعب وأكثر مأساوية في ظل الحصار والقصف الاسرائيلي، ووضع مخيمات لبنان كان أصعب قبل عشرين عاماً في ظل الحرب الاهلية اللبنانية وما تبعها من حصار مخيمات وقتل على الهوية، لماذا لم يطالب الاجداد والاباء بالهجرة، وينادي بها الاحفاد حالياً؟ الاجابة أتت من لقاء مولخو – دحلان في دبي.

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف