الأربعاء، 27 يونيو 2012

انقسام في دول الطوق لسورية

كما انقسمت سورية بين معارض وموالي للنظام.. انسحب الانقسام على القوى السياسية في دول الجوار... فما يحصل في الجغرافية السورية بذرة انبتت في بغداد وعمان وانقرة وبيروت..
تغير الحال في تركيا، فبعد الوفاق بين حكومتي دمشق وانقرة وتحوله لتوافق سياسي واقتصادي، الازمة السورية تـُقلب موقف حزب الحرية والعدالة الحاكم في تركيا.. تصعيدٌ ووعيد من رأس هرم الحزب رئيس الوزراء رجب طيب اروغان الى رئيس الدولة عبدالله غول، ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو..
اقدم احزاب تركيا حزب الشعب الجمهوري انتقد الحكومة بشأن اسلوبها من الازمة السورية... أخيرا رئيس الحزب كمال كيليتشدارأوغلو حمل حكومة اردوغان مسؤولية اسقاط الطائرة التركية، وان كان يملك حزب الشعب 26% من مقاعد البرلمان الا ان تأثيره يبدو كبيرا وعلاقته وثيقة من النظام السوري خصوصا وان غالبية اعضائه من الطائفة العلوية...
بين الموالاة والمعارضة التركية اشتباكات سياسية في البرلمان والصحف، لكن في لبنان اشتباكات مسلحة واعتداءات بالجملة، مدينة طرابلس في الشمال مسرح لتمثيل ما يحصل في حمص مثلا.. وعلى الارض انعاكس للسياسة.. الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يعلنها ان حزبه يناصر النظام السوري، وهكذا فعل فريق الثامن من اذار.. وان لم يكن ربان الحكومة اللبنانية من هذا الفريق الا ان حكومته نأت بنفسها عن كل تجاذبات الملف السوري بعكس رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي اقر وفريق الرابع عشر من اذار بأمنيات سقوط النظام السوري...
خصوم حزب الله يتهمونه بالوقوف الى جانب سوريا ليس فقط سياسيا، بسبب الولاء لايران.. كذلك خصوم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.. فالمالكي متهم من قبل اعضاء بالقائمة العراقية مثل طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية.. بأن حكومة بغداد تؤمن الغطاء لحكومة دمشق.. اما قادة اقليم كردستان فإستضافوا اكراد سورية  في مؤتمرٍ برعاية حكومة اربيل..
اما حكومة عمان التي تغيرت مرتين خلال الازمة السورية، فإستضافت نازحين ومؤتمرات لمعارضيين.. جماعة الاخوان المسلمين عملت على مساعدة المعارضة السورية الا ان شيوخ العشائر صرحوا اكثر من مرة بدعمهم للنظام السوري.. ملك البلاد كان اول من نصح الرئيس السوري بالتنحي، الا ان مواقفه المضادة خفت صوتها اعلاميا وبدأت الحكومة الاردنية عمليا بمنح اللجوء السياسي للطيار السوري المنشق..
بلاد الطوق لسورية طوقتها الازمة.. وربما تنتظر العواصم ما يحصل في دمشق اكثر من اهلها...