الأربعاء، 30 مارس 2011

لوكيميا الحب

واذا مرضت، تأتي الأفكار

وان أحببت، توالدت الافكار..

يا مرضي وممرضتي،

لا تحاولي نزعي من مخيلتك..

لا تغصبي نفسك على نسياني..

لا تصعدي جبال المستقبل، هرباً من طيفي..

تماسكي حين أدخل من باب الامل في فكرتك،

عـُضي لسانك، كي لا ينطق اسمي تحت مسمى ذلة لسان..

انظري الى السماء، فالنجوم تهبط لعينيك كأنها اناملي..

مزقي صورتي الفوتوغرافية، لا يهم.. فإنـي أسكن ذاكرتك البعيدة..

إبكي كثيراً وكثيراً، لكن دموعك لا تمحو أحرفي..

غـَيِّري كل فساتينك ومستحضرات التجميل، لكن جلدك لن ينسى لمساتي

بـَدلي عدساتك اللاصقة، أوشمي أسماء أجدادك.. لكني أطلع لك من خلاياك النائمة..

أمطري شعرك ضبغة متجددة، وسرحيه تسريحات الغجريات.. ومع ذلك سيبقى همس اصابعي بكل بصيلة ..

يا ذاكرتي، إني اسري في دمائك..

إني لوكيميا الحب، لن اموت من داخلك حتى تموتين، او ينتهي دمك..

الثلاثاء، 22 مارس 2011

لكمال مدحت في ذكرى استشهاده

الخامس والعشرون من أذار، هو اليوم الذي تواعدت فيه الشهادة مع عملاق ٍ فلسطيني أبى الضيم ليترك فينا الجرح والعهد بالانتقام لدمائه..

الاسم كمال ناجي.. والكمال والمناجاة لله تعالى..

اسمه الحركي يُكملنا ويمدحنا ووفاءً له نسكنهُ قلوبنا ونعلنه شهيدا لفلسطين وقضيتها..

هو الحرف الاول في ابجدية نضالنا، ولأنه بصمة حلمنا اغتالوه بعبوة ناسفة محاولين نسف طموحه وتعاليمه المتأصلة في يومياتنا..

هو بصمتنا السرية وشيفرة لغتنا.. ولأنه المحارب لعقلية الخنوع والفساد أصدروا حكماً بإعدام جسده، ودهائهم خانهم فبقي في وجداننا راسخاً نهجاً وفكراً وعنوانا..

هو عامود خيمتنا، وريشة رسمنا، ومنجل حصادنا، وطلقة رشاشنا، ولانه نبض عودتنا وفكرنا النير ولانه قمر سير بوصلتنا نحو وطننا حاولوا اطفائه وعبثاً فعلوا..

هو العالم بعلمه والناهي بأمره واللواء بعسكريته، ولانه اكثر منهم علماً وتفوقاً ومخيفاً لكيانهم.. حاولوا سرقة الفكرة من رتبة الدكتوراة، ونزع النجوم عن كتفيه العريضين ليكون ركناً من أركان ذاكرتنا وحاضرنا ومستقبلنا..

هو الرفيق المخلص لرئيسنا الخالد ياسر عرفات، والعسكري الوفي والشاهد العيان المقاوم وحامل البندقية التي ما نزلت ابداً.. بيروت هذه تشهد على نضالاته بعد ان شهدت غزة هاشم على ولادته.. ساحات الوغى لن تنساك يا ابا بلال..

توهموا للحظاتٍ، سكن الغباء رؤوسهم، انه بقتل الكمال يموت ويحيوا.. فعاش كمالنا وهم حتماً سيرحلون ويموتون..

الأحد، 13 مارس 2011

"التغذية" في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني

تنتظر فاطمة (34 عام) دورها في قسم العيادات الخارجية في مستشفى الهمشري التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني. هذا الانتظار برأيها غير أي انتظار، فالصبر الذي استهلكته خلال الاشهر الماضية يجب ان ينتج تقدماً في حالتها.

وزن زائد

تعاني فاطمة من زيادة كبيرة في الوزن، وتتعالج تحت اشراف اخصائية التغذية دانيالا فرماوي. عند دخولها الى العيادة الخاصة لفرماوي تتلهف للصعود على الميزان، ونبضات قلبها تتسارع، الا انها تهدأ حين تسمع من معالجتها "برافو يا فاطمة، بشهرين نزل وزنك 7 كيلو". فرحت المريضة وأخذت جدولاً جديداً من نظامها الغذائي لهذا الشهر واعدةً ان تلتزم به لكي يتحسن وضعها أكثر فأكثر، لان السمنة التي تسيطر على جسمها تؤثر على حركتها مما يؤدي الى امراض عديدة ومفاجئة.

تخبر فاطمة عائلتها واصدقائها عن تجربتها في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، فتشكر الجمعية على الاهتمام بهذا النوع من الحالات، حيث لم يوجد مسبقاً اخصائي تغذية في الجمعية ليراعي شؤون امثالي المرضى.

تحسن واضح

تقول اخصائية التغذية في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني دانيالا الفرماوي ان المرضى الذين يأتون الى المستشفى يثقون بنا وبما سنقدمه لهم، مع العلم ان بعض المرضى لا يلتزم بالعلاج. تعطي فرماوي امثالاً عديدة خلال تجربة ثلاثة سنوات منذ بدء العمل في مستشفى الهمشري في صيدا ومستشفى بلسم في صور، فالاجواء النفسية لكل مريض تلعب الدور الاهم في الشفاء "كتار الي بيجوا وما بيكفوا لانو مدة العلاج طويلة". مدة العلاج تؤثر وطريقة التعامل معهم وتحفيزهم وتشجيعهم تجعلهم يستمرون للنهاية.

حالة فاطمة تنعكس ايجاباً على صديقتها منال (32 عام) فتتشجع لمعاودة العلاج ،الذي بدأته عند اخصائي تغذية خاص وتوقفت عنه، في مستشفى الهمشري. تقول منال: " انا يأست من حالتي وكل ما بروح عن دكتور ما بساعدني بشي الا بيوخد مصاري، مع اني بلتزم بالنظام الغذائي". لكني هنا اشعر بتحسن كبير وبسعر زهيد جداً.

تغذية الروح

تؤكد فرماوي ان علاج المرضى له طرق نفسية قبل الصحية او الغذائية، فالمريض يعاني من نقص في ثقته بذاته جراء زيادة وزنه او اي مرض اخر، لذلك نلجأ لتهيئته نفسياً قبل وخلال عملية العلاج التي ربما تستمر شهوراً. وعلى الرغم من ضعف التجهيزات والامكانيات الا اننا نقدم للمريض ما يحتاجه ونحفزه على الإلتزام بالنظام الغذائي والارشادات الصحية والرياضية.

يزور عياة اخصائية التغذية في اليوم اكثر من 10 مرضى، منهم من له مراجعة واخرون لأول مرة, وعند السؤال عن سبب المعايدة، الاجابة تكون من اجل الشفاء!! وعن سبب اختيار مستشفى الهمشري او بلسم فيجيبون، لان الدكتورة "شاطرة" والسعر "رخيص كتير".

طعام المستشفيات

تشرف فرماوي على وجبات الطعام التي تقدم للمرضى في مستشفيي الهمشري وبلسم. وجعلت نظاماً اسبوعياً لجدول وجبات الطعام في المستشفى، مراعيةً بذلك المرضى ذوي الحالات الخاصة مثل مرضى السكري والضغط، الذين لهم طعاماً خاصاً. اضافة الى ذلك استطاعت ان تحسن مطابخ المستفى وان تفرز انواع الطعام والخضروات واللحومات في برادت خاصة وتأمين كادر مختص للطبخ واعداد الوجبات.

دايت سنتر

تحلم فرماوي اخصائية التغذية الاولى والوحيدة في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، بأن يكون هناك مركز تغذية متخصص ومتكامل “diet center” يملك امكانيات وكادر بشري. تقول: منذ تخرجي من الجامعة اللبنانية الاميركية منذ ثلاث سنوات وانا اعمل في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لخدمة شعبي، وانا الان اتابع دراستي واعمل في ذات الوقت لكي اعرف اكثر واطور امكانياتي العلمية والعملية. وان حلمي لا بد ان يتحقق بمساعدة الناس والجمعية لان اسلوب التغذية وتعريف الناس الى اهميتها جزء من رسالتي، حيث التغذية هي اسلوب حياة وليست فقط كما يشاع "للمظهر والبرستيج". وهنا احاول دائما ان اشرح للناس اهمية التغذية من خلال المحاضرات واللقاءات في المخيمات.

الأحد، 6 مارس 2011

أسعفني بسرعة..

لم تكن ريما العشرينة تدرك، لكنها أدركت حين صحت بعد غيبوية لعدة ساعات. كان يوماً عصيباً، يبدأ كعادة أي يومٍ روتيني مقسم على فترات.. المواصلات الى الجامعة والعودة للبيت من بيروت الى صيدا. ذاك اليوم الملغوم بالغبار والحر الشديد والرطوبة العالية، استنزف قوى الصبية عند حط قدميها في موقف الباصات لساحة النجمة الصيداوية. ارتباك شديد عَم مخيلة ريما والتنفس اصبح يمر في خندق القصبة الهوائية بصعوبة بالغة، والانف يفتش عن اي ذرة اوكسجين ليتنشقها.. انها أزمة الربو المعتادة، لكن اليوم بالغة الشدة..!!

قبل إغماء ريما وسقوطها أرضاً على الاسفلت الحامي، سألها أحدهم: ما بك؟ أجابت بكلمة واحدة: "أنا فلسطينية". حُملت بنت الجامعة على الاكف كشيهدٍ سقط في أرض الوغى، لكنها كانت شهيدة الربو وأزماته المتكررة. بعد حملها ووضعها بسيارة اجرة، الحيرة لاحت بأعين حامليها، "خدها على المستشفى، ايا مستشفى، عالهمشري بسرعة..) قرارٌ بأقل من دقيقة!! نحو الهمشري، سِرْ أيها المسعف!!

وصلت فاقدة الوعي، وإستلمها سريرُ الطورائ في مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني.. خلال اقل من ساعة استعادت ريما السيطرة على نفسها وإلتقاط أنفاسٍ كانت بحاجة لها.. الاستيقاظ كان في غرفة خاصة وجهاز تنفس يبث الأوكسجين في رئتين اشتاقتا لنبض الهواء. تسأل: ما الذي حصل؟ يجيب الدكتور، "ما في شي، شوي وبترجعي عالبيت، احنا اتصلنا بأهلك وناطرينك برا".

حالة ريما، تحصل كل يوم وكل موقف له أسبابه وتداعياته.. لكن سؤال برسم الإجابة: ما الذي جعل المسعفون يتخذون قرار الذهاب الى مستشفى الهمشري دون سواه، مع العلم ان المسافة بعيدة نسبياً، وفي الطريق الى المستشفى المقصود أكثر من مستشفى أخرى؟.. سألتُ المسعفين حينها، كانت اجاباتهم:" كل مستشفى بدها مصاري قبل الدخول، والغلا كِتر بالمستشفيات، البنت فلسطينية والهمشري إلهن، الهمشري لكل الناس،.." هنا التجربة والسمعة تلعب الدور الاكبر والاهم لمعرفة الناس بقيمة الطبابة الاستشفائية والسرعة بإستقبال أي حالة والعمل على معالجتها.. هذه نقاط تحسب لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ومؤسساته الاستشفائية، وبكل تأكيد يستطيع المريض او الناس العاديين ان يطلقوا تقيمهم على الخدمات المقدمة لهم.

الأربعاء، 2 مارس 2011

تتمة للحظات لم تتم

يقف منتظراً، شاخصاً كل مشاهد الحركة حوله، لكن كل الحركات تـَسْكنت. في وجهه خمس عيون، واحدة تراقب الطريق العام وتحتار من اي كوع ستأتي. ثانية تترقب الهاتف الجوال عله يقرع ناقوس الكلام. ثالثة تحاور القدمين وتستأذنهما بالوقوف لأكثر مدة أطول من دون أي ملل او كلل.. رابعة تتذكر أرشيف الذكريات وتموج بين الحزن والفرح، بين القرار واللاقرار، بين الدمعة ومجرى الدمع!! والعين الأخيرة بقيت مستعدة للبكاء إن لم تأتي حبيبته.. فالشمس ان لم تشرق في هذا اليوم الشتوي الدافئ ستذوب جبال الجليد وتطوف الانهر معلنة ً خسارة الخسارة..

العاشق دوما ً على حق.. والطريق الترابية تتحول لوحل بعد مطر السماء، والارض الزفتية تتحول لجدول من زرف الدموع المكبوتة. لا احد يرى هذه الدموع سوى من يحسها!! يكابر العاشق على البكاء، فالعشق حين يصل حد البكاء يصل لقمته.. مثلما عناد المرأة وكبرياء الرجل يصلان الى المنتهى ان انتهيا شريطة اللاعودة..

تأتي حبيبته، ليتها لم تأت ِ !! وهو يحمل أخر هدية اختارها بعناية ترمقه بنظرة تافهة تدل على عمق السطحية في اجواف كثيرين.. تشترط عليه الوقت والدقائق والثواني.. مضحكة هذه الحبيبة، لديك فقط خمسة دقائق.. العاشق يتحمل الاهانات لاجل عشقه!! يتطلع إليها بشهوة المشتاق وألم الغائب، الصيرورة لا تنتهي يا مغفل!! عشقه يتخطى الشهوات والاشتياقات والانفعالات.. لذلك إقتحم ولا تخفْ!! ويا ليتك لم تقتحم!!

انتهت قصتك يا عزيزي.. بعد أن أخذت هديتك وعمرك وعشقك وأيامك وشمسك وقمرك، قلبك وكل ما تملك.. انتهيت حين انتهى عطاءك.. القطط دوما تترك صاحبها إن وجدت لحماً أكثر عند جارك، وإن انتهى لحمك ستفتش على مدلل أخر.. لا تهتم أيها العاشق.. فالقطة تعود دوما لمدللها الاول، وان لم تعدْ تحاول دوماً تمثيل ما كان يحصل!! غنج القطط غريب!! وتكالب المشاعر أغرب..