الأحد، 31 أكتوبر 2010

من دون مسمى

من دون مسمى علاقتنا،

هذا ما تقولين..

من دون مسمى علاقتنا،

هذا ما تمارسين..

ما رأيك بعلاقتنا؟ هذا ما سألته؟

استشيركِ بعلاقتنا.. وأُخيركِ بين الليل والنهار؟

ما رأيك بمسمى الامل، الوداع، اللقاء، الرجوع، الموت، الخيال..

لا تهم الاسماء يا فتاتي.. هذا ما قولك انت؟

ما رأيك بعلاقة الموت والقبر؟

ما رأيك بعلاقة التفاحة والسكين،

الخيانة والخائن، القاتل والمقتول..

ما رايك بعلاقة العين والجفن، المومس والليل

الفجر والقمح، الوطن والعلم..

ما رأيك بعلاقة الوشم في اسفل البطن وجلدك؟

كل العلاقات يا خيالي في خيالي؟؟

لكنك اخترتِ علاقة واحدة، وحيدة، فريدة، متفردة، تافهة، عميقة..

اخترتِ علاقة الزهرة والنحلة..

انت النحلة وانا زهرتك..

اقتحميني، مُصيني، فرغي فيا كل حماقاتك

لقحيني، اقطعيني، فتفتيني

اقتليني، غازليني، مديني جسراً بين قدميك والخلية

ضعيني بإبريق الشاي واغسليني بعسلك

دمريني بأنفك، وخذي رائحتي وضعيها وراء أذنك

ماكريني بوردة اخرى،

فالزهر يا جميلة يحب الغيرة..

تذكريني وقت ما شئت،

فالزهر ينسى كل الارجل..

قصيني من حديقتي واهدني لمعتوهك،

فالزهر يجامل الريح القوية

افعلي ما شئت بي يا نحلتي،

لكني أرجوك، لا تلسعيني.. فإني اخاف عليك من الانتحار..

انت تموتين ان لسعتني، وانا ابقى زهرة من دون مسمى..

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

عملاق غبي

كان ثمة عملاق ذو عينين زرقاوين

يحب امرأة صغيرة البنية.

هي، كانت تحلم ببيت صغير

يحوطه بستان

تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية.

.

وكان العملاق يحب مثلما يحب العمالقة،

كانت يداه الكبيرتان

لا تصلحان الا للأعمال الضخمة

ولم يكن قادرا بالتأكيد

على بناء منزل صغير الى هذا الحد

ولا ان يطلب استضافته

تحت سقف واطىء كهذا

تزهر عليه زهرة العسل المتلاشية.

.

وكان عملاقاً ذا عينين زرقاوين

يحب امرأة صغيرة البنية.

وضاقت المرأة القصيرة القامة،

التي كانت تحلم بحياة هادئة

ذرعاً بمرافقة العملاق

على دروبه الوعرة،

فودّعته ذات يوم

كي تعبر بين ذراعي قزم فاحش الثراء

عتبة البيت الصغير

الذي يحوطه بستان

تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية.

.

وفهم العملاق ذو العينين الزرقاوين،

لكن بعد فوات الاوان،

ان البيت الصغير الذي يحوطه بستان

لم يكن ليصلح حتى كمقبرة

لحبه الكبير الكبير هذا.

الخميس، 28 أكتوبر 2010

عٌري الجسد

شفاهي

جالت أذنكِ

الصغيرة و الناعمة،

كيف تسع لكل

الموسيقى ؟

*

تحت كل الكلمات

جسدان يتحدان

و ينفصلان

* * * *

في بضع ليالٍ

كيف للعالم أن ينخلق

و ينهار ؟

*

ألمس أصابع

قدميك

كم هو متعذر على هذا

العالم

أن يحصى

* * * *

شهران دون أن نلتقي

قرنٌ

و تسع ثوانِ

* * * *

أحمر

مع خطّ شاقولي.

التفاح يسقط في النهر .

يطفو .

ويرحل.

* * * *

الأعضاء المخبّأة

تعطي إشارات

خارج الزمن.

السفن المضاءة

تصل ، ثم ترحل،

و لا تصفر أبدا

* * * *

في النافذة المقابلة

هناك ضوء .

تتجرّدين من الثياب .

انك دائما أنت .

*

لا وجود لأسمنت .

فراغ

مخترقٌ برافدة من الحديد.

*

جسدك غير مرئي .

قابل للّمس .

عصفوران تحت إبطيك .

صليب على نهدك .

و لا موت .

* * * *

سأحمل المطرقة ،

و أنحت الهواء ،

سأخلق تمثالك

مفتوحا ،

سأدخله ،

و سأمكث هناك .

* * * *

وسط القصيدة

أنت ، ثم أنت .

نفـَـسُـك يملأ

كل الكلمات

كل الصمت .

* * * *

ستأخذين القطار.

سوف تتأخرين - قلت لك .

أسرعي ، أسرعي

فيتصلـّب زرّا نهديك .

* * * *

أحملك على ذراعي

فأطير

* * * *

الجسد

سماء .

لا ينهكه

أي طيران .

* * * *

تجرّدنا من الثياب

أقـفـلنا الخارج ، وراء الباب ،

البيوت ، والكلاب ،

والحدائق ، والتماثيل ،

والموت .

* * * *

كيف يعيش الموتى

بلا حبّ ؟

* * * *

كانت الحرب ،

كان الحب .

كلانا كان ميّـتا .

جمّعنا الموتى و الجرحى .

جرّدناهم من الثياب .

و رقدنا بعد ذلك .

* * * *

نسيت المظلة

في القطار .

كنت تفكّرين فيّ إذن.

شعرك المبلّل

سرّحته ،

ووضعت المشط

تحت القصيدة .

السبت، 16 أكتوبر 2010

قوس عينيك

قوسُ عينيكِ يُحيطُ بقوسِ قلبي،

حلبةَ رقصٍ ونعومة،

مكللةً بهالةِ الزمانْ، مهدَ ليلٍ آمنٍ،

وإن لم أعد أذكر يوماً كل ما عاشته عيناي في هذي الحياة،

فذلك لأن عيونكِ لم تكن قد رأتني،

أوراقُ شجرِ النهار ورغوةُ الندى،

مزاميرٌ من رياح، وابتساماتٌ من شذى،

أجنحةٌ تغمر الكونَ بفيضٍ من ضياء،

سفنٌ محملةً بالسماءِ والبحرِ،

صيادون يصطادون الضجيج، ومنابعُ ألوان،

عطورٌ تفتحت في غمرةِ الفجرِ،

تَرْفُلُ وسطَ أعشابِ النُجومْ،

وكما تمنحُنا البراءةُ ضوءَ النهارْ،

فإن عيونَكِ تمنحُنا العالمَ بِأَسْرِهِ.

السبت، 9 أكتوبر 2010

امرأة من مطر

يوم جئت..

شاكيةً، باكية ً، راجية ً، جاثمة ً، متضرعة ً..

تحولت انا، وصرتُ الله..

شامتٌ انا..

عاجزٌ انا..

تافهٌ، سخيف ٌ، حاقدٌ، سطحيٌ، نافقٌ، منافقٌ،كاذبٌ، كافرٌ،

هكذا انا..

اما انت يا نقطة ضعفي وتحولي،

امرأة من مطر..

تبيع الدنيا وما فيها بقطرة مطر

تنسج من سماء الاحتيال حبيبات سوداء..

تهطل، تقطع وتوصل وتندثر..

امرأة من مطر..

جلدك المتحاشي الموشوم بالعهر، ينادي عطفي

دمك الفاسد المنتهي الصلاحية، يأن بقدمي

شعرك الطويل المستعار، يغني لتعزف اناملي

نهداك المنتفخان غصباً،

شفتاك المعوجتان المستسلمتان

جبينك ذو النقاط السود

كل ما فيكي.. يرجو رحمتي

ومع هذا كله.. انت امراة من مطر

وستبقين امرأة من مطر.. وابقى انا بنظرك "الله"

السبت، 2 أكتوبر 2010

اخي عرفات...

استعير من الزميل رشيد مشهراوي عنوان فيلمه (اخي عرفات) وعدة مشاهد تسجيلية اخرى تحتوي على البعد الانساني لشقيقين لم يعرفا المساكنة الاخوية الا بالصغر. هذا الفيلم هو الوحيد الذي ارخ لرجل عظيم اسمه فتحي عرفات، رجل اعطى فلسطين والثورة الحس الطبي والخدمة المعنوية. ربما لم يُعطً ابو طارق الحق الكافي والوافي، ويأتي هذا الفيلم تكرماً بسيطاً وتوثيقاً لرحلة خمسينية قضاها ربيب الطب الفلسطيني في خدمة شعبه.

"أخي عرفات" هو فيلم تسجيلي أخرجه رشيد مشهراوي كعربون محبة للدكتور فتحي عرفات، الذي رافقهُ في السنة والنصف الاخيرة من حياته وهو يعاني من مرض السرطان ويتصارع معه عسى ان يغلبه. صراع امتد على مساحة ثلاث قارات: افريقيا واسيا واوروبا؛ في القاهرة حيث كان د. عرفات يسكن ويعمل، وفي باريس حيث كان يتعالج، وفي غزة ورام الله حيث كان يعمل ايضاً. العلاقة الانسانية وأواصر الصداقة والتعاون، والرعاية والاهتمام نمت وترعرعت بين د. فتحي ورشيد، عبر رحلة المعاناة المرضية هذه. فجاء الفيلم تسجيلياً لأدق التفاصيل في حياة د. فتحي، حتى لو كانت هذه تتعلق بالحياة اليومية مثل صنع فنجان قهوة، او طبيخ او غسيل صحون، او مسح وتمسيد ارجل د. فتحي، او الاكل او التنقل بالتاكسي من هذا المكان إلى ذاك، او العلاج بالمستشفى او تناول الطعام مع الرئيس الخالد ياسر عرفات.
لا يوجد حتى الان فيلم تسجيلي يكرم هذا الفلسطيني المعطاء، د. فتحي عرفات، سوى هذا الفيلم التسجيلي "أخي عرفات"، الذي اراده رشيد ان يكون حديثاً مع الاخ الصغير عن الاخ الكبير ياسر عرفات. إلا انه جاء، فيلماً تكريمياً يحيي ويخلّد ذكرى هذا القائد الفلسطيني الانساني، الذي عمل مناضلاً في صفوف "فتح"، وفي صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، دون أن يضطر لحمل السلاح يوماً سوى حمل سلاح الطب ونبل رسالته الانسانية. د. فتحي عرفات، مؤسس الهلال الاحمر الفلسطيني وراعيه. وهو الذي وقع العام 1969 على بروتوكولات او ما يسمى باتفاقية جنيف الرابعة. وهو الذي ساهم مع غيره باعطاء الثورة الفلسطينية ذلك البعد الانساني والطبي والاجتماعي والتراثي، على مستوى العالم. د. فتحي عرفات، بصفته رئيساً للهلال الاحمر الفلسطيني رعى حياة الفلسطينيين، ثواراً ومناضلين، شعباً لاجئاً او مقيماً اينما كان في الوطن أو في المنافي. فبنى أكثر من 50 مستشفى وعيادة طبية للهلال الاحمر الفلسطيني، في الاردن ولبنان وسورية ومصر والعراق وفي كل اماكن التجمع الفلسطيني. من خلال العلاقات الدولية التي كان يتقنها باحتراف ومتعة وفن، وعبر المتطوعين والمناضلين الامميين في الهلال الاحمر الفلسطيني أوصل د. فتحي عرفات، صوت الفلسطينيين المقموعين الذين يتعرضون إلى المجازر في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة إلى كل الآذان في أربع زوايا الارض. وقدمت تجمع مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني، عكا وحيفا والقدس التي كانت قائمة في بيروت، ومستشفى محمود الهمشري في صيدا، الخدمات الطبية الفلسطينية مجاناً، لكل المحتاجين، فلسطينيين ولبنانيين ومواطنين آخرين في لبنان كانوا يعيشون على هامش المخيمات الفلسطينية المسحوقة اصلاً.


يوجد في الفيلم عدة مشاهد انسانية اخرى ولقطات تعرفك على شخصية هذا الانسان المعطاء، في احداها حديث هاتفي، بين الرئيس ياسر عرفات، وشقيقه د. فتحي عرفات، الذي كان يتعالج في فرنسا، ويسكن في شقة رشيد. المشاهد يعرف فحوى الحوار مما نشاهده على الشاشة ونسمعه من فم د. فتحي عرفات. يبدو ان الرئيس عرفات كان يصر، من الطرف الاخر من الهاتف، على ان ينتقل د. فتحي عرفات إلى فندق فيه سبل راحة اكثر من شقة رشيد. فكان اصرار د. فتحي، بالرفض وأصر انه مرتاح عند رشيد، ولا يريد تغيير المكان. ولقطة الاخرى حدثت في مطار باريس ود. فتحي ورشيد عائدان إلى القاهرة. تذكرة السفر بيد المضيفة، تتحدث مع د. فتحي وتسأله هل هي درجة أولى ويأتي رد د. فتحي، لا درجة سياحية. هل يمكن مقارنة ذلك مع كل من سافر منا ليس بدرجة رجال الاعمال فحسب وإنما بالدرجة الأولى. وهذا الرجل القائد، الانسان، لكن المريض، يعود في رحلة العودة الاخيرة إلى مصر من العلاج في باريس يعود على درجة سياحية، رغم حاجته للراحة خلال الطيران.


قدم هذا الفيلم حكايا وقصص كانت تدور بين الاخوين في الصغر وكيف كان الرئيس عرفات الاب قبل الاخ لابي طارق. فيروي الدكتور ان في احدى المرات وهما يتناولان الغداء، والطبيب لا يأكل اللحم بل الخضروات ويريد ابو عمار ان يقنعه بأكل اللحومات، فسأله لماذا لا تأكل مثلي اللحم. فأجاب: لا احبها. فرد الرئيس: الاسد ملك الغابه يأكل اللحم، والخضروات يأكلها الخراف.. هل تريد ان تكون اسداً؟.. هذا يدل على الوعي القيادي عند الرئيس الذي جعل من الشهب الفلسطيني مناضلا وله مؤسساته ونقاباته.

لا بد لنا ان نشكر المخرج رشيد مشهراوي على هذا العمل الذي يحكي عن الرئيس ابو عمار من زاوية اخيه لكنه بين لنا شخصية الطبيب المخلص الذي لم يأخذ حقه في التكريم وتسليط الضوء عليه. وهنا السؤال، من المسؤول عن ذلك؟ فهذا الشخص يستحق منا التخليد والتبجيل لانه الصورة الاخرى لفلسطين والثورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى...