الاثنين، 30 مايو 2011

حبيبتي تمرض

حبيبتي تمرض،
فتموت الازهار وتتساقط النجوم..
تجن أعاصير البحار والجبال تتقدم،
ويمحو الصمت كل كلام العمر
والافكار تترجم..
حبيبتي تمرض،
تنزل السماء لسابع أرض وترتفع وديان الكواكب،
تتبخر مياه العيون ويدنو قمر من الحطب،
ينشرخ الدين ويرحل الرب وينتحر الشعب..
حبيبتي تمرض،
يندثر الكون لصرخة آلمها،
بها تكتمل الدنيا وبمرضها تبدأ أيام القيامة السبعة..
ليتني أبقراط لأعرف دائك،
لو أني إبن سينا وأعلم علاجك،
ليتني الرازي او جابر بن حيان او ابن البيطار كي أدري دوائك،
لو أني الله وأتمكن من شفائك..
لأول مرة أمنياتي ملتهبة،
لو أني فراشة وأطير الان إليك،
أنام على وجنتيك
أغفو حارساً أحلامك وأمنياتك...

الجمعة، 20 مايو 2011

تجارة الرصاص

بندقيتي تزغرد عند سماع صوتك..
فلا تنطقي ابدا ً، الرصاص انتهى..
حبيبات الارز الصغيرة،
التي وزعوها علينا
لن اطهيها لك، أنثرها على جثامين شهدائنا..
ورود الشتلة خلف البركس،
لن اهديك اياها يا حبيبتي،  سأيبسها على قبر المغدور..
....
أيها التجار: دمنا ليس سلعة سياسية..
ابتاعوا كل أفكارنا وكراماتنا،
مزقوا كل بكارات طفولتنا،
ادفنوا احلامنا في تراب الوداع،
لكن روحنا تبقى، فهي ليست لاجسادنا
وأجسادنا ليست لسوطكم ومزارعكم..
ارواحنا سكنى لكوكب الضفتين،
والاولاد يطيرون طيارة الورق بين جفني طائر..
هنا الاعاصير لا تنفع،
هنا الزلازل لا تقلع،
هنا المكر والخبث والاستغلال والموت المحتم لا يشبع..
هنا أرض جعلت من نوم الصنوبر داخلها
جذوراً تحمي غفوة الزيتون..
لذلك اقلعوا كل اشجارنا،
لكنكم لن تقطعوا جذور زهرة جورية...

الأربعاء، 11 مايو 2011

نصر مفتعل

العجز يدفن ثباتك،

حبك لذاتك يتسامر مع حصاد الطفولة..

كئيبٌ وجهك ومكياجك يخفي تجاعيد نفسك..

كل الرسائل اهملتها،

ورحتِ تقصين شعرك..

لوني خديك،

اتعبي جفنيك،

إحملي حقائبك،

أرهقي ناظريك...

كل الحلول تصادمت مع ثلج الجبال،

والسفن المهاجرة بحاجة لأشرعة العودة..

أين البخور؟ أين الخدود الوردية؟

غداً، تنتقمين من نفسك..

إنك كبرج الحمام الفارغ من الاجنحة،

إنك كهواء الوديان وصدى الصدفات..

إنك المهزوم قبل دخول معركة،

جربتي كل الخطط، وجنودك خزلوك مع اول الطلقات..

كتبت اروع القصائد وحروفك خانتك في كل الكلمات..

مشيت في كل الدروب فإفترشتها ذئاب الغابات..

تفيأت في ظل اشجار الانا وإذ بها اوراق نباتات..

شربت انخاب النصر ووقفت تتأملين كأس الخيباتِ..

منال النفس..

عند كل مفترق غروب، أتذكرك. وفي كل اعواجج فاصلة انطق اسمك. مع كل مساء يرحل، تبتهل روحي شوقاً وتروح المقلُ تفتش عن بريقك. مع كل صباح يبزغ، ألقي نظرةً الى ذاكرتي.. أرشيفي محملٌ بالكئيبات المحزنات ومع هذا اتفاءل..

كنت منى الامل وفواحة العقل..

كنت فكرتي، وهل الافكار ان لم تتطبق تُعرف؟

الان ومع ضجيج الامنيات، أتمناكِ

البارحة وفي غربتي الراحلة، أنساكِ

غداً والى رجوعك المبهم، أمحوكِ..

المرء اربع،

واحد يدري ويدري انه يدري، فهذا عالم فأتبعوه..

ثاني يدري ولا يدري انه يدري، فهذا غافلٌ فأيقظوه..

ثالث لا يدري ويدري انه لا يدري، فهذا جاهلٌ فعلموه..

رابع لا يدري ولا يدري انه لا يدري، فهذا احمقٌ فأجتنبوه..

وانت يا منالُ نفسي في كل الحالات خاسرة كاسبة ..

...

رأيتك مرة ً، وسترتك الخافية لسرنا تموج يديك..

تمنت عيناكِ التمحص بي،

أنف القطة حاول شم عطري،

يداك المالستان الضعيفتان تحركتا للمس يدي..

ومع هذه كله كبريائك المزيف أبى الخضوع..

طفلك في احشائك، ربما طفلي وانا لا أدري..

...

بعد ثلاث سنوات،

معاناتك إستمرت، وغربتي تتنافى..

كان طفلك يمشي جنب قدميكِ،

ناديته بإسمي، فردت إبتسامتي عنه..

عن بعد، وقف رجل تافه كرجال الامن في بلادنا، يراقب..

كان زوجك وأب بنيكِ..

أسرعت قدميكِ خوفاً ناحيته، وبقيت رقبتك تضوع خلفي..

...

قبل عشر سنوات ضوئية،

كان لقبك قديستي..

وكنتِ صاحبة العروش، ودارت الايام وتبدلت الجثث وانقلبت النعوش..

وإذ بك تهدين نفسك وردةً، كأنها مني..

...

بعد دقيقتين،

صحوتِ من كربلائية التفكير،

وبصمت بشاهدي فوق زيزفون العمر، كلمة..

لا انهما كلمتين..

كنت منال النفس، وهكذا انتحرت الضحكات..