توقع الكثيرون عودة الفلسطيني الى النمطية السابقة، باعتباره مسلحاً ببعض ما تبقى في جعبته، او لانه برأيهم غاضب او حاقد على بعض من فتكوا به في الماضي القريب، او لانه عُوّد وعَوّد ذاته على ان يكون فوهة البندقية التي تطلق اول الرصاص وآخره، ليضحي الاضحية الاولى والاخيرة..
لكن هذا الفلسطيني الحامل لبطاقته الزرقاء وكرت التموين الرمزي اصبح نقطة الفصل، والفاعل احيانا والمفعول معه احيانا كثيرة، لا المفعول به او فيه كما كان حاصلاً.
وهذا يعود للحرص الفردي والجماعي عند اللاجئين الفلسطينين داخل المخيمات وخارجها بالاضافة الى وعي القيادة الفلسطينية. هذا الوعي أتى بعد التمثيل الدبلوماسي الشرعي لفلسطين في لبنان، ورفع مستوى المسؤولية عند فصائل كانت قد شقّت الصف الفلسطيني سابقا ولاحقاً.
والملاحظ عند الفلسطيني قبل اللبناني ان هذا الوعي ترجم اقولا وافعالا خلال ازمة الحكم وبعدها وخلال احداث 7 ايار وصولا الى الانتخابات النيابية اللبنانية. وما يطلبه الفلسطينيون بكل اطيافهم ان تكون العلاقة اللبنانية الفلسطينة علاقة سياسية لا امنية، وفاقية لا تواففية، شرعية لا تشارعية، حقوقية لا تحقيقية...
وقد ثبتت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التعاطي المغاير للملف الفلسطيني، بالاضافة الى الدور السياسي الذي قامت منظمة التحرير الفلسطينة به والذي ادى الى استشهاد اللواء كمال مدحت احد اهم ركائز التطور الدبلوماسي الفلسطيني اللبناني.
ان هذه التجارب تطرح أهمية ان تعمم التجارب الرسمية لتصل الى الشعبية التشعبية، وان تتطور لتكون دائمة غير موسمية مستندة الى التطورات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية. ويكون ذلك عبر قنوات المجتمع الاهلي والتمازج الشبابي المجتمعي. وهذا ما حصل في المدرسة الصيفية التي نظمتها لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني بالتعاون مع المركز اللبناني للدراسات، والشبكة اللبنانية لحلّ النزاعات، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي، في مركز المتوسط الحرجي في بلدة الرملية قضاء عالية لمدة خمسة ايام متواصلة، بمشاركة اكثر من عشرين شاباً وشابة لبنانيين وفلسطينيين اغلبهم خريجو جامعات.
عَلَمت هذه المدرسة فن التواصل، فكلله الشباب بالتآخي وفنّ الحوار، فنفذوه تفاهماً وفنّا في حلّ النزاعات، وجعلوه نواة الابتكار وبدء عملية الجمع بين العقول والتقريب بين القلوب.
وزاد جمال جبل لبنان المتشابه مع الجليل الفلسطيني من متعة التعايش الاخوي ليكون اليوم الخامس يوم اللقاء لا الفراق، اذ تعاهد الجميع على ان يجتمعوا ويتواصلوا مجدداً. ومما لا شك فيه ان هذه المدرسة اخرجت من النفوس الرهبة والخوف، فاللبناني يخاف الفلسطيني والعكس صحيح. غير ان تشابك الايدي في حلقات الدبكة والرقص اخذ يقصّ زعانف الصورة الذهنية المكونة في بال كل فرد. وجلسات الحوار وحلقات النقاش تعمقت في الروح والعقل لتصل لمستوى الصداقة المستمرة. والنشاطات الجماعية والمجموعات في ورشات العمل كسرت الحواجز النفسية والمعوقات المادية ليكون الليل حاضناً الجميع في سهرة النار الليلية، لتتماهى الاصوات فلسطينية ولبنانية. هذا ما جعل الجميع يتمنى ان تستمر هذه المدرسة مدة اطول.
فالبداية لا تعرف النهاية. الاولى بدأت بتعارف بسيط بوسيط (المنظمين)، والثانية بدأت بإقتراحات مبادارات مشتركة لا يمكن ان تنتهي، لان الشباب يؤمنون بالكينونة الصغيرة التي تصبح صيرورة دائمة.
الملفت للنظر، ان الجميع تحدث عن موضوع التوطين باستهزاء. فالفلسطيني قبل اللبناني يعلم انه لن يرضَ بوطن بديل عن فلسطين، وان هذا الموضوع "اعلامي" من بعض السياسين اللبنانين لاغراض سياسية لا اكثر.
ما ناقشه المجتمعون في الرملية كان على مستوى اعلى من ذلك، يصل لذروة الانسانية والتلاقي البشري. فليسمح لنا من يقرع ناقوس التوطين عند كل غاية يريدها ان ينسى هذا الموضوع، فالشعبان متفقان، حقاً لا على الورق، على أن يسلخوا هذا الجدال من اروقة السياسين ليكون البديل عنه حوار في ازقة المخيمات وشوارع القرى والمدن اللبنانية.
لكن هذا الفلسطيني الحامل لبطاقته الزرقاء وكرت التموين الرمزي اصبح نقطة الفصل، والفاعل احيانا والمفعول معه احيانا كثيرة، لا المفعول به او فيه كما كان حاصلاً.
وهذا يعود للحرص الفردي والجماعي عند اللاجئين الفلسطينين داخل المخيمات وخارجها بالاضافة الى وعي القيادة الفلسطينية. هذا الوعي أتى بعد التمثيل الدبلوماسي الشرعي لفلسطين في لبنان، ورفع مستوى المسؤولية عند فصائل كانت قد شقّت الصف الفلسطيني سابقا ولاحقاً.
والملاحظ عند الفلسطيني قبل اللبناني ان هذا الوعي ترجم اقولا وافعالا خلال ازمة الحكم وبعدها وخلال احداث 7 ايار وصولا الى الانتخابات النيابية اللبنانية. وما يطلبه الفلسطينيون بكل اطيافهم ان تكون العلاقة اللبنانية الفلسطينة علاقة سياسية لا امنية، وفاقية لا تواففية، شرعية لا تشارعية، حقوقية لا تحقيقية...
وقد ثبتت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التعاطي المغاير للملف الفلسطيني، بالاضافة الى الدور السياسي الذي قامت منظمة التحرير الفلسطينة به والذي ادى الى استشهاد اللواء كمال مدحت احد اهم ركائز التطور الدبلوماسي الفلسطيني اللبناني.
ان هذه التجارب تطرح أهمية ان تعمم التجارب الرسمية لتصل الى الشعبية التشعبية، وان تتطور لتكون دائمة غير موسمية مستندة الى التطورات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية. ويكون ذلك عبر قنوات المجتمع الاهلي والتمازج الشبابي المجتمعي. وهذا ما حصل في المدرسة الصيفية التي نظمتها لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني بالتعاون مع المركز اللبناني للدراسات، والشبكة اللبنانية لحلّ النزاعات، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي، في مركز المتوسط الحرجي في بلدة الرملية قضاء عالية لمدة خمسة ايام متواصلة، بمشاركة اكثر من عشرين شاباً وشابة لبنانيين وفلسطينيين اغلبهم خريجو جامعات.
عَلَمت هذه المدرسة فن التواصل، فكلله الشباب بالتآخي وفنّ الحوار، فنفذوه تفاهماً وفنّا في حلّ النزاعات، وجعلوه نواة الابتكار وبدء عملية الجمع بين العقول والتقريب بين القلوب.
وزاد جمال جبل لبنان المتشابه مع الجليل الفلسطيني من متعة التعايش الاخوي ليكون اليوم الخامس يوم اللقاء لا الفراق، اذ تعاهد الجميع على ان يجتمعوا ويتواصلوا مجدداً. ومما لا شك فيه ان هذه المدرسة اخرجت من النفوس الرهبة والخوف، فاللبناني يخاف الفلسطيني والعكس صحيح. غير ان تشابك الايدي في حلقات الدبكة والرقص اخذ يقصّ زعانف الصورة الذهنية المكونة في بال كل فرد. وجلسات الحوار وحلقات النقاش تعمقت في الروح والعقل لتصل لمستوى الصداقة المستمرة. والنشاطات الجماعية والمجموعات في ورشات العمل كسرت الحواجز النفسية والمعوقات المادية ليكون الليل حاضناً الجميع في سهرة النار الليلية، لتتماهى الاصوات فلسطينية ولبنانية. هذا ما جعل الجميع يتمنى ان تستمر هذه المدرسة مدة اطول.
فالبداية لا تعرف النهاية. الاولى بدأت بتعارف بسيط بوسيط (المنظمين)، والثانية بدأت بإقتراحات مبادارات مشتركة لا يمكن ان تنتهي، لان الشباب يؤمنون بالكينونة الصغيرة التي تصبح صيرورة دائمة.
الملفت للنظر، ان الجميع تحدث عن موضوع التوطين باستهزاء. فالفلسطيني قبل اللبناني يعلم انه لن يرضَ بوطن بديل عن فلسطين، وان هذا الموضوع "اعلامي" من بعض السياسين اللبنانين لاغراض سياسية لا اكثر.
ما ناقشه المجتمعون في الرملية كان على مستوى اعلى من ذلك، يصل لذروة الانسانية والتلاقي البشري. فليسمح لنا من يقرع ناقوس التوطين عند كل غاية يريدها ان ينسى هذا الموضوع، فالشعبان متفقان، حقاً لا على الورق، على أن يسلخوا هذا الجدال من اروقة السياسين ليكون البديل عنه حوار في ازقة المخيمات وشوارع القرى والمدن اللبنانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق