أتت دينا مرةً شاكيةً، باكيةً، عاتبةً وصارخة بوجه يحيى.. قالت: اتتركني وحيدةً وانا من لي بعدك؟ ابتسم المتلقي كلام حبيبته مبتسماً رافعا يديه للسماء شاكراً.. وردد ببساطة، اليوم انت تحبيني ام ماذا؟ انت تحبيني ام ماذا؟.. اجابت انا اعشقك لا احبك، انت انا ولا يمكن ان اكون لغيرك وانت لي انا وحدي، انت ملكي ..لم يدرك حينها ان الحب في ابسط حالته هو ردة فعل لا اكثر.. فالحب لمن احب كخيط المصيص، يمكن افلاته ويصعب قطعه!! وقف يحيى دامعاً وحضن دينياه.. عله يخفف عنها وعنه، ونسيا العتاب واصول الزعل... غير مرة بكت الحبيبة لان حبيبها قال كلمة خبيثة، انا لا اريدك,, كان مازحاً مختبراً ذكاء محبوبته.. وعادا افضل من السابق.
دينا بعدت عن يحيى كثيرا.. وفي كل مرة كانت تعود هي او يعود هو راجيا اياه ان لا تتركه ويتواعدان لا ينفصلا!! هنا بعض اكاذيب العشق!! كيف يبتعد من يحب عن حبيبه، ولو ملكوه الكون لا يقبل عنه بديلا.. اعرف صديقا انتظرته حبيبته اثني عشر سنة.. ما هذا الحب؟ وما هذا الانتماء؟؟
الخوف الذي يختلج الصدور يضعف العشق، هذا ما قاله يحيى لمحبوبته.. اما الثقة فتقويها اكثر واكثر.. سافر يحيى مرة الى باريس في رحلة عمل وكان على خلاف مع معشوقته،، حين وصل الى مطار شارل ديغول هاتفها.. ولم ترد!! بعد عودته بإسبوع تعاتبا واختلفا اكثر لان العاشق يكون صريحا في اغلب الاحيان،، فأخبرها عن فتاة تونيسية تعرف عليها هناك وتبادلا الصور التذكارية لا اكثر.. فقصة هذه الانثى تسكن القلوب قبل العقول، لم تنسَ من سرق قلبها منذ خمس سنوات هي تعيش على ذكراه، وكل ما قدمه يحيى النصيحة لها بالعودة اليه على الرغم من كل المعوقات.. واعطى الدواء لهذا الداء وبالفعل عادا لبعضهما بعد فراق طويل،، يا لها من عودة.. حين حط يحيى في مطار بيروت الدولي هاتف دينا وطلب مقابلتها واتت اليه بسرعة البرق الخارق والصاعق،، صعقت من رؤية الصور الفوتوغرافية.. وقص عليها رواية هذه الفتاة الا ان الغيرة والشك اجتاحا عقلها وقلبها.. بعد هذه الحادثة بقي يحيى لمدة شهر غريب الاطوار.. ويعود السبب في ذلك لشك دينا به.. فالشك بالمحبوب الواثق صعب التفكير به.. هي اتهمته بالتغير والبعد عنها الا انه لم يفلح بإفهامها ما بداخله.. حتى انها بقيت تذكره بقصة فرنسا حتى غابت عنه.. قبل هروب دينا اعترف يحيى حين سألته عن موضوع ليندا (التونسية)، فقال ببساطة انا عدت اليك ليس لاني احبك فقط انما لانه لا يصلح غيرك لي.. وليندا لا تصلح لعاشقٍ مثلي.. غصت، غضبت، النار اخذتها على الهشيم.. وردت ان هناك صديق اعجب بها لكنها رفضته لذات السبب!! غريب هو الانتقام!!
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق