تفاجأت ام احمد وهي تدخل مستشفى الهمشري، قبل الدخول الى مرأب السيارات الخاص بالمستشفى. تطرح السلام على رجل أمن يلبس زياً رسمياً، ينظم حركة الدخول والخروج ويحفظ أمن المستشفى. مفاجأة ام احمد استمرت برسم علامات الاعجاب والتسأؤل حول ما يحصل؟
تدخل ام احمد مدخل المستشفى من الباب الزجاجي الجديد، وتسأل احد الاشخاص، "شو صاير بالمستشفى؟ مستشفى الهمشري هون لأكون غلطانة؟ بس مكتوب مستشفى الهمشري". الاجابة كانت سريعة من فم الرجل:" هون مستشفى الهمشري تفضلي يا حجة". استغراب السيدة الخمسينية حط على "كونتوار" الاستقبال الجديد المواجه للمدخل، وبساحته قاعة انتظار للزوار وتلفاز كبير، وبدأت الاسئلة وتلحقها الاجابات من الموظفة. تستفسر السيدة عن مريض تود معايدته وعن مواعيد الاطباء واجراء العمليات وكل ما يحصل ويدور في الطوابق الخمسة التي تشكل مستشفى الهمشري. وكأن ام احمد لاول مرة تزور هذا المشفى المتجدد.
تحسينات مستمرة
إعجاب "ام احمد" بتحسينات المستشفى انسحب ليطال كل من يزور مستشفى الهمشري بعد التحسينات التي تمت به. "ابو خالد" يبتسم عند السؤال ويقول:" اجت مأخرة بس احسن من ما تيجي". اما "وسام" فيشرح اهمية هذه التحسينات والاضافات على هيكلية وبناء المستشفى، ويقول:" هلق صرنا نحس انو في حدا عم يهتم بصحتنا". لكن "وفاء" تطلب ان يكون التحسين في غرفة العمليات، فصدمت حين أُخبرت ان غرفة العمليات اصبحت مجهزة ويتم اجراء اهم واصعب العمليات فيها.
يشرح مدير مستشفى الهمشري الدكتور ذياب العوض أهمية هذه التحسينات، التي تنعكس ايجاباً على الطاقم الطبي والزوار والمرضى. يُدرج العوض هذه التحسينات في خانة الخطة الاستراتيجية التي وضعتها مؤسسة الهلال الاحمر الفلسطيني، وانها لم تكن عبثية. انما جزء من سلسلة متلاحقة، ولكن الميزانية تؤثر بشكل كبير بمضمون هذه التحسينات.
خدمات بالجملة
يُقسم الدكتور العوض التحسينات الى قسمين. الاول يختص بالخدمة الطبية، اما الثاني فيختص بالخدمة الفندقية. التحسين في الخدمة الطبية هي الاهم بمنظور جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني على حد قول الدكتور العوض، فهي تهدف الى تقديم افضل ضمانة طبية للشعب الفلسطيني وكل محتاج من الجهات الاخرى. والخدمة الطبية لكي تكون على اكمل وجه، عملت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني على شقين مهمين. شق اول له علاقة بالامكانيات والقدرات لدى الفريق الطبي من اطباء وممرضين. فأخذت الجمعية على عاتقها اجراء دورات تدريبية داخل مستشفى الهمشري وخارجها، بالتعاون مع جهات دولية عديدة. كان منها دورات للاطباء العاملين بالمستشفى بالاختصاصات كافة في الجامعة الاميركية في بيروت. ودورات خاصة بالجودة والنوعية، وترشيد استعمال الادوية بالتعاون مع الصليب الاحمر الهولندي، اضافة الى دورات تدريبية للاطباء والممرضين مختصة بغرفة العناية الفائقة مدعومة من جمعية "سيب" الايطالية.
في المقلب الاخر، اهتمت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بالشق الثاني المتعلق بالقدرات والامكانيات من ناحية المعدات والالات والاجهزة. فقد جهزت قسم غسيل الكلى بمعدات الغسيل الخاصة والدقيقة واصبح القسم يتسع لمرضى اكثر في وقت واحد، وخضع الممرضون الى دورات تدريبة على الالات الجديدة. وساعد الهلال الاحمر القطري بتأمين جهاز لاجراء عمليات الماء الزرقاء بواسطة الشفط. اضافة الى تحديث قسم العمليات بشكل عام، وتجهيز القسم بجهاز جراحة المنظار "الناضور". واصبح قسم العمليات اليوم يجري اصعب وادق العمليات الجراحية. كان منها العمليات، التي يجريها البروفسور عصمت غانم بدعم من الصليب الاحمر الهولندي، الخاصة بالمرضى الذين يعانون من مشاكل خاصة بالعظام، وتعتبر هذه العمليات من اخطر العمليات الجراحية التي نفذت في المستشفى. يقول الدكتور العوض:" نحن نطمح في المستقبل لكي نجري عمليات قلب مفتوح، ليس فقط عمليات دقيقة."
فندقة المستشفى
يعتبر الدكتور العوض القسم الثاني المرتبط بالخدمة الفندقية في المستشفى انه لا يقل اهمية عن تحسين الخدمة الطبية. لان الخدمة الفندقية جزء من العلاج والراحة النفسية عند المريض. وان من حق المريض ان يتناول وجبة خاصة تراعي حالته المرضية بإشراف اخصائي تغذية، وهذا ما قمنا به. ومن واجبنا ان نقدم للمريض "نومة هنية" على اسرة جيدة وفرش مناسبة وهذا ما استطعنا تأمينه وزيادة عددها بجودة ممتازة. واصبح في الغرفة تلفاز وبراد خاص لكل سرير.
من ناحية اخرى، اعتمدت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني على تحسين التنظيفات في مستشفى الهمشري، فتعاقدت مع شركة خاصة للتنظيفات تقوم بتنظيف المستشفى اكثر من مرة في اليوم الواحد وتؤمن الراحة للمريض. وبدعم من الصليب الاحمر الهولندي تعاقدت المستشفى مع شركة "اركسينيل" لفرز النفايات الطبية. وهذه الخطوة موجودة فقط بعدد بسيط من مستشفيات لبنان.
ولتأمين الحماية، تعاقدت المستشفى مع شركة حراسة وامن خاصة، وتقوم هذه الشركة بتنظيم عملية الدخول والخروج اضافة الى تنظيم مواعيد الزيارات. وقد اهتمت ادراة المستشفى بالشكل اللائق للمستشفى، فوسعت قاعة الاستقبال وجهزتها بالامور اللازمة لكي تعطي الزائر الراحة النفسية والانطباع الحميد. وعملت على طلاء المستشفى بالالوان المناسبة لكل طابق.
مستشفى جامعي
كل من يزور مستشفى الهمشري اليوم، يشعر بالاختلاف والتطور والتحسين الذي تم. لكن الدكتور العوض يؤكد ان هذه التحسينات على الرغم من اهميتها الا انها لا تلبي طموحات الادراة. فنحن سنعمل على تحسين اكثر وتطوير هذه المستشفى لخدمة اللجئين الفلسطينين خصوصا واي انسان اخر. وان طموحات مؤسسة الهلال الاحمر الفلسطيني لا تتوقف امام هذه التحسينات، والقادم سيكون اهم واشمل. ولا يمنع ان تتحول مستشفى الهمشري الى مستشفى جامعي يقصده الجميع ويتعلم به الاطباء والممرضون، وقد بدأنا بخطوة التمريض عبر مدرسة القدس للتمريض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق