الأحد، 6 فبراير 2011

التمحيص عن مبرر


الوجوه تتشابه أحياناً.. والقلوب تخذلُ محياها، كما العيون تفضح أخبارها..

لو تشاجرت الروح مع مسكنها.. واشتعلت البيادر برياح أرضها، وانتفض الثعبان من قمقمه ليمنع تدفق المياه الى جحره؟؟ ما الذي يمكن ان يحصل؟؟

لن يحصل شيء.. لأن السكون العاصف في داخل كل مخلوق، يمكن ان يصنع التغيير ليس إلا.. ماذا لو أجبرَ أاحد القياصرة على حكم البسيطة، ولا يملك من جوفه هذه الارادة ليُقدم على هذا الخيار.. لعل تبسيط الامر افضل!! هذا يريد ان يشرب مياه الصرف الصحي لانه لا يملك غيرها، فيشرب حتى يثمل ومن ثم يموت!! لكن بإمكانه ان يفتش عن خيار اخر، فيأكل ولا يشرب مثلاً او يذهب لابعد نقطة فيها ماء ويشرب.. لكن الارادة في داخله تجعله يقبع في بوتقة الخيار الوحيد الاوحد..

يخبرني احد الجبناء، انه لا يملك أي خيار سوى ان يبقى في هذا العمل المتعب!! لكنه ارتضى لنفسه ان يبقَ في هذا العمل ويصبر ويُصبر نفسه بعدم وجود اي خيار اخر.. مع انه لو بحث قليلاً لوجد الافضل.. هذا الكلام منذ سنة تقريباً والى الان ما زال يُقنع ذاته بأن الجو بامبي ولا يمكنه التغيير!! ويبرر لنفسه بعدة مبررات غريبة عجيبة لا تقنع الاطفال!! مع انه لو اختلف مع اي شخص لا تسنح له الفرصة العقلية ان يوجد لهذا الشخص اي مبرر، مع ان الرسول الاكرم قال مرة ً: إلتمس لأخيك سبعين عذراً.. لا يوجد أعذار او مبررات امام الاخطاء، انما امام الخنوع والتهرب يوجد المرء الف عذر والف مبرر، وهنا بدل ان يقرر ويختار ويفتش على بديل مناسب.. يقضي عمره يفتش على عذر ٍ او مبرر لنفسه لخنوعه.. المسألة مسألة قرار لا خيار فقط!!

الوجوه تتشابه فعلا ً!! لكن الانفس متغيرة.. إحداهن لكي ترفض من تقدم لطلب يدها توجد الف عذر والف مبرر لكي لا ترتبط بهذا العريس.. هي ترفض لانها أخذت قرارها سلفا ً وتتفنن بإيجاد الاعذار المقنعة وغير المقنعة.. وان وافقت عليه تجبر نفسها ومن حولها بخيارها وقرارها فهي فتشت وبحثت ومحصت جيداً في كل الاسباب والنتائج وكل الاعذار والبدائل والحلول..

يقول نزار قباني في احدى قصائده مخاطباً من رحلت عنه مبررةً الفراق بـ "القسمة والنصيب": لا تقولي شاءت الاقدار، أن اخترتِ والحياة إختيار..

من المستفز في مكان ان يتخذ المرء قراراً احمق او صائباً ويقول شاءت الاقدار وهذا قدري وانا ارضى به مهما كان.. وحتى انه يبرر قدره الذي بالاساس هو خياره.. ماذا نعني بالقسمة والنصيب، لا يوجد قسمة ولا يوجد نصيب!! كلها حكم من الاوليين البليدين الذين ما انصرفوا يبررون أخطائهم وقرارتهم وخياراتهم..

الرب خيرنا في كل شيء ووهبنا عقلا ً عن سائر المخلوقات لكي نختار ونقرر ونفكر به ليس لنرضى بوقعنا وما يطلقون عليه اسم النصيب.. الانسان ان لعب لعبة الحظ اي اللوتو.. ان فاز يقولون نصيبه وحظه الحسن،، لكن الجميع لا يدري ان هذا اللاعب هو من بادر واشترى ورقة اللوتو واختار هذه الارقام ليس غيره.. اذن هو من اختار وهو من قرر!!

فلماذا نفتش عن مبرر لنقول للناس اننا اخترنا الصح!! ولماذا نحاول الكذب على انفسنا ونقنعها ونقنع محيطنا بأننا اقوياء ونحن بشدة الضعف..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق