بعد سنوات عجاف، من البعد والأمل والشكوى والندم.. أتت حاملة ً ضعفها في عينيها، ودافنة ً خوفها في صدرها.. على يدها هبطت فراشة التفاؤل بلقائه.. كل ما لديها من جمال ٍ مغري اتشحت به وترجلت الى باب غرفته، باب الذكريات..
فتح العاشق الأغر الباب، معلناً قبول أذنيه لسماع كلامها، وعينيه لرؤية محياها، ويديه لمسح دموعها.. شرعت بالحديث عن معاناتها، ندمها، عندها، عودتها، تعبها، آرقها، جبنها، ضعفها ومستقبلها.. وكل ما تحدثت عنه كان العاشق متوقعه وعارفه بدقة لا متناهية..
القهوة البرازيلية الفاخرة تغلي على نار الشوق، والفناجين الفاخرة تكسرت بين الأيدي المرتعشة للمس اليد الاخرى.. الاجواء القاتمة اوردتها بعض الذكريات الجميلة والضحكات الطفولية البريئة.. وعادت الشكوى تغزو الحديث، والعتاب يتحول لضريح الحب المقتول منذ زمن.. الطرق المؤدية الى نقطة إلتقاء مقطوعة.. وتبادل التهم سيد الموقف.. أنت من تركتني؟؟ لا انتِ من هجرتني؟؟ بل أنتَ من همشني؟؟ لكنك انت من اختار غيري وذهب معه؟؟ فجأةً هذا العريس تقدم لي، لم يكن سوى قراناً تقليدياً!! لا شيء يحدث فجأة يا سيدتي، حتى الزلزال حين يحصل يبدأ يتكون في باطن الارض!! هذه الحقيقة!!
التساؤلات والاجابات في الذهاب والاياب كطلقات رصاص لا تدوي الا في مسمع التائهين.. فالخيانة تتحول لقدسية الوفاء، كما العاهرات دوماً يباغتن القدر ويتحايلن على الحظ..
ما يكتم الافواه؟؟ قبلة نارية حامية.. بالفعل، لظى القبل يذوب الآهات ويثلج القلوب.. ومع كل هذا وذاك.. ومع كل القبلات الحرام والمسروقة.. ومع الامل واليقين.. وبين القرار واللاقرار.. يبقى الليل ويبقى النهار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق