الثلاثاء، 22 فبراير 2011

إمرأة تشكو اللقاء

بعد غياب قسري، إلتقيته..

انتظرته، والكرسي ينتظره اكثر مني

طاولة مستطيلة ستفصل بيننا،

كما كل شيء يفصل بيننا،

عيونٌ توصُلني وتراقبني، وهاتفي لا يهدأ من فح السم في أذني..

وأتى مالك قلبي..

..........

منظومتي الدفاعية سقطت... لا بل إنهارت،
تلاشت،
تفككت،
أمام إجتياح جنود عينيك..
نظراتٌ عجزت عن فك شيفراتها،
فكانت كل الأشياء أمامي
غريبة ، مبهمة..
انت لم تكن انت،
وانا لم أكن كعادتي
متلهفة لرؤيتك
مشتاقة لضحكتك
محترقة كالورقة
في صحن يديك..

كل المتاريس والحواجز الترابية
أنشأتها لتكون حصنا ً منيعاً،
يحميني من قصف نظراتك وطلقاتها النارية
كل هذه الحواجز تقهقرت
تحولت الى غضن ٍ يابس
الى ورقة صفراء يابسة
رمتها رياح الخريف الى الهاوية..

اليوم تخلت عني قافيتي
وكل النظريات السياسية
التي تعلمتها وطبقتها في حياتي..
غابت دبلوماسيتي الوقائية،
وتوازن الرعب
والردع النووي
الذي يملأ لؤلؤتيّ،
كلها أنهارت..

عند اللقاء كم كنت أرغب
في ترجمت إشتياقي..
كنت أرغب أن أقول لك
كم إشتقت الى صوتك
الى دندنتك التي تقترب
من روحي رويدا ً رويدا ً..
كم اشتقت الى عطرك ينفخ
في روحي ليعيدني الى الحياة
ولأهرب من "قرف" الأيام..
كم أشتقت الى لمسة يدك
وقبلاتك المسروقة
تنسكب على خدي
وتنسيني لحظاتي العفنة..
ولكن كل الكلام إنهار
أمام أول غارة...

بالأمس لم أنمْ
لم تعرف روحي الإستقرار
سريري كان يقلقني
أشبه بسرير الموت..
بالأمس كانت ليلتي مرعبة
لم أخلد الى النوم
من قصف الأسئلة
والحيرة والضياع..
أسئلة جمة عصفت في ذهني
كرياح الثورات العربية
التي هبت وأطاحت
بعرووش مماليكها..
سألت نفسي
هل مات ما جمعنا؟
أم نحن كنا جالسين كميت
ينتظر أن ينعاه الأقارب ؟
هل تجمدت مشاعرنا في ثلاجة الحب؟
هل أنا ما زلت أنا ؟
هل أنت ما زلت أنت؟
أم أصبحنا جثة هامدة
إنتزعت منها الروح
ولم يبقى منها سوى بعض الملامح المبهمة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق