يعرف جمهور حزب الله تحديداً ومعه
الجمهور "الشيعي" كله أن فكر تنظيم القاعدة لا يعترف بالجنسية والحدود.
مقاتلو القاعدة وتنظيماتها يعبرون الحدود لاقامة "حدود الله"، فما الفرق
إن كان الانتحاري فلسطيني او لبناني او سوري او ايراني او حتى "مريخي"؟
الفرق الوحيد هو أن الفلسطينين من المغضوب عليهم. يشار إليهم شخصياً ويسلط الاعلام
سيوفه الحاقدة عليهم وكأنهم من كوكب أخر. صحيح أن الفلسطينين ضد الارهابيين او كما
يصفوا بالتكفيرين لكن فلسطينو لبنان تحديداُ ولأنهم على مقربة من الأحداث تراهم
متغلغين بشؤون لبنان الارهابية من دون اصرار او ترصد. يعلم من يريد المعرفة أن
الفلسطينين كعقل جماعي أوقفوا العمليات الاستشهادية ضد الاهداف الاسرائيلية فهل
يعقل أن يقفوا مع العمليات الانتحارية ضد أهداف لبنانية أو على أرض لبنانية!
هل سأل من يكيلون الشتائم
للفلسطينين الأن، لماذا الانتحاريون من بيئة "شيعية". ألم يلاحظوا مثلاً،
أن الانتحاريين "الفلسطينين" الاثنين يقيمان في مناطق غالبيتها شيعية،
ومن الانتحاريين الاخرين من والدته شيعية ومحيطه "شيعي". هنا البيئة لها
دور كبير، ألا يتذكروا أن الشيخ السلفي الهارب أحمد الاسير من أم
"متوالية" وتربيته شيعية ومن ثم إنحرف. لماذا لم يدقق بتاريخ امير كتائب
عبدالله عزام الراحل ماجد الماجد او المعتقل نعيم عباس. كليهما تدربا في ايران
وساعد حزب الله بقصد او من دون قصد بنشأتهم "الجهادية". فكيف ينقلب
هؤلاء الى أعداء. سؤال على أولي الامر في حزب الله الأجابة عليه. ولهذه الاجابة
ركيزة مهمة، لماذا دعم حزب الله فصائل فلسطينية إسلامية ووطنية صغيرة ليس لها
حيثيات كبيرة في المخيمات خصوصاً في مخيم عين الحلوة؟ لماذا تم تهميش دور منظمة
التحرير الفلسطينية في لبنان وتم إختراع تحالف الفصائل الفلسطينية؟ ولماذا يصل
العتاد والعناصر الى داخل عين الحلوة لطرف واحد فقط معروف لحزب الله وعدو له
الان؟. كيف اساساً يدخل ويخرج _إن كان صحيحاً_ السلاح والرجال من وإلى المخيم وهو
محاصر من كل مكان. هذا يعني أن هناك من يسهل ويشرف ويعرف.. أخطأ حزب الله ومن
ورائه الدولة اللبنانية بإقصاء حركة فتح وفصائل منظمة التحرير عن بسط النفوذ في المخيمات
كافة بإعتبارها الشرعية الفلسطينية القانونية والرسمية. الخطأ سيتحول إلى خطيئة
الان. كيف ذلك؟
مررت مجلة فورين بوليسي الاميركية
قبل شهرين خبراً يؤكد أن وكالة الاستخبارات الاميركية "السي اي اي" تنسق
مع حزب الله في مكافحة الارهاب عن طريق مخابرات الجيش اللبناني. وتقول المجلة أن
الاميركيين قدموا نصائح لحزب الله وساعدوهم بإيقاف سيارات مفخخة كانت بطريقها
للتفجير. وبعد ذلك تم تسريب معلومات أمنية أن الاميركيين وراء توقيف السعودي ماجد
الماجد ومن ثم الفلسطيني نعيم عباس. عملية استخباراتية لعينة تجري في الإقليم.
يتحالف "المؤمن" مع "الكافر" ويشرب الضدُ القهوة مع العدو.
دُفع مسؤول التنسيق والارتباط في
حزب الله وفيق صفا للالتقاء مرة أخرى مع فرع المعلومات وللوقوف وراء وزير الداخلية
اللبناني نهاد المشنوق بعد تفجير المستشارية الثقافية الايرانية. المشنوق قال انه
سيجفف منابع الارهاب وحدد مناطق شيعية بقاعية. تتهم هذه المناطق العشائرية بسرقة
السيارات وتسهيل مرورها "مفخخة"
الى العمق اللبناني. المشنوق "السني المعتدل" يريد إحراج حزب الله في
بيئته كما فعل الحزب حين وافق على توزيره في الداخلية واللواء اللدود أشرف ريفي في
وزارة العدل وذلك لضرب "الارهاب السني". لكن ماذا لو وافقت القوى
السياسية بدخول الجيش الى بريتال مثلاً؟ سيقابلها ثمن. ربما يكون دخول الجيش الى
طرابلس وعرسال. لكن الثمن الأكيد سيكون دخول الجيش اللبناني الى المخيمات
الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة.
قبل يومين اجتمع مدير الامن العام
اللبناني اللواء عباس إبراهيم بقادة فلسطينين يمثلون منظمة التحرير الفلسطينية.
اللقاء كان بطلبه ولم يستمر طويلاً. أكد إبراهيم أنه أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود
عباس بضرورة الاعتماد على طرف فلسطيني أخر لأن الشرعية أي قادة منظمة التحرير
الفلسطينية يكذبون عليه وأنهم فاشلون، وذلك بحسب مسؤول حضر الاجتماع.
ابراهيم الذي منحه عباس الجنسية
الفلسطينية سيعتمد على طرف فلسطيني معروف له. إنه العميد المفصول من فتح محمود
عيسى "اللينو". سيقتحم الجيش
اللبناني اطراف مخيم عين الحلوة وتحديدا مخيم الطوارئ والتعمير ابان الانتهاء من
معركة يبرود المرجح انتهاؤها في أواخر ابريل/ نيسان المقبل. وبذلك يُعرف ماذا حصل
في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وماذا سيحل بملف اللاجئين.
اللينو غادر في الفترة الأخيرة الى
دبي. يهدف "صديق إبراهيم" بزيارته لقاء القيادي المفصول من فتح أيضاً محمد
دحلان. واللقاء سببه التحضيرات للساحة اللبنانية أمنياً وتنظيمياً. حضرت زوجة
دحلان السيدة جليلة الى لبنان أيضاً، لكن في المرة الأخيرة كانت في حراسة الامن
العام اللبناني علماً أنه تم استقبالها استقبال (vip) علماً انها لا تحمل أي صفة رسمية فلسطينية، وكل عملها
يتمحور حول مساعدات اجتماعية. جليلة كانت ممنوعة من دخول لبنان بقرار أمني لبناني.
تدخل ابراهيم واعتذر منها وأصبحت ضيفة فوق العادة. لكن ما المطلوب من دحلان
واللينو؟
يقول مصدر
فلسطيني عسكري أن اللينو منوط به جمع شباب مدربين لمواجهة الاسلامين في المخيمات لا
سيما مخيم عين الحلوة في الجنوب وبرج البراجنة في بيروت. مسؤول في مخيم برج
البراجنة يؤكد أن استمارات بدأت توزع على بعض المقاتلين لتعبئتهم تنظيمياً
ومالياً. وبعد تنظيم الصفوف سيهاجم الجيش وحلفاؤه أطراف المخيم ومن ثم تتدخل
"قوات اللينو" ليصبح الاسلاميين بين فكي كماشة لا مفر منها.
يسأل أحد
المسؤولين الفلسطينين البارزين: كيف إلتم دحلان ورجاله على حزب الله والجيش
اللبناني؟ شتان بين الطريقين والفريقين. دحلان ربيب الامارات والسعودية ومعروف
بقربه من اسرائيل والولايات المتحدة حتى أن نتانياهو والسي اي اي يجهزانه ليكون
بديل ابو مازن. الطرف الثاني ضد اسرائيل والسعودية والولايات المتحدة. المصلحة الأمنية
أهم وأبقى.