الجمعة، 26 ديسمبر 2014

لبنان: هل يظهر "أبو محجن" في عين الحلوة؟

زاهر أبو حمدة
2014-08-29 

يترقب فلسطينيو مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان، كل يوم جمعة، ظهور أمير "عصبة الأنصار" الإسلامية، أحمد عبد الكريم السعدي (أبو محجن)، ليلقي الخطبة في مسجد الشهداء في منطقة الصفصاف (أحد معاقل العصبة). ويعتبر منبر المسجد ذا رمزية كبيرة، وخصوصاً أن سلفه، مؤسس العصبة، الشيخ هشام شريدي (اغتالته عناصر من حركة "فتح" عام 1991) لم يخطب إلا فيه. مر أكثر أسبوع على نشر صورة "الشيخ" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يظهر إلى الآن. ويبدو أنه لن يظهر قريباً.
وصلت الرسالة الأولى إلى أنصار المتواري عن الأنظار، الشيخ أحمد الأسير، الذين كانوا ينوون تنظيم تظاهرة ضد حواجز الجيش اللبناني في محيط المخيم، مسانِدة لمسلحي عرسال بداية الشهر الجاري. وكان السيناريو، بحسب مصادر فلسطينية، أن تنظم تظاهرات ولو بأعداد قليلة، وتتحول إلى احتكاك، فاشتباك مسلح. واعتُبرت مصائب غزة فوائد في عين الحلوة، فكانت حجة منع التظاهرات أن القطاع المحاصر أولى بدعمه عن عرسال. وتوقفت التظاهرات قبل أن تبدأ، فنجا المخيم.
أما الرسالة الثانية، فكانت شديدة اللهجة لمن يحيد عن صف القوى الإسلامية في المخيم. فقد تباينت الآراء الفقهية والشرعية للناشطين الإسلاميين، وانقسم أصحاب المدرسة الواحدة حول "الخليفة" أبو بكر البغدادي.
يُعرف عن أبو محجن، صرامته وحزمه. لا يعرف الحلول الوسطى في غالبية الأمور. وبقي وهجه موجوداً في المخيم رغم غيابه عن الساحة لأكثر من 18 عاماً، مع أن مصادر إسلامية تؤكد أنه لم يغب إطلاقاً عن عين الحلوة سوى لفترات بسيطة، ذهب خلالها إلى العراق بين عامي 2003 و2005 لمحاربة الأميركيين وتدريب "مجاهدين" هناك.
نظرية بقائه في المخيم متوارياً عن الأنظار هي الأقرب إلى الصواب، وخصوصاً أن عدد أبنائه أصبح سبعة، بعدما كان خمسة حين صدر حكم غيابي بحقه عام 1996. وفي موضوع أبناء الشيخ، رسالة أخرى. فقبل فترة، خرج ابنه إبراهيم من سجون النظام السوري، بعدما أمضى خمسة أعوام فيها. وكان الأمن السوري قد اعتقل إبراهيم وهو في طريقه إلى العراق. عاد الابن إلى عائلته، ففُسرت هذه الخطوة على أنها "هدية" من "حزب الله" إلى العصبة، إذ يؤكد العارفون أن الحزب هو من توسط عند النظام السوري، ليأخذ مقابلها مكاسب ميدانية وسياسية في صيدا وجوارها.
إذاً كانت الصورة عبارة عن جسّ نبض للمخيم وجواره، بانتظار التطورات المتسارعة. لكن كيف لصورة فوتوغرافية، أن تثير هذه الضجة، فماذا لو ظهر شخصياً؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق