إلتقتني وفي عينيها سبات الزمن، خداها المجروحان يتناوبان على شرح حالتها المتعثرة. شفتاها الملتويتين تكذبان كل الانباء الواردة من غرفة رصد الاحساس، وكل الاخبار العاجلة من مذياع الحب..
كان ذاك مساء اخضر، يفوح منه عطر اللوز وماريجوانا العشاق. تخيلتك من حور العين الجميلات المتخذات من ناصية الطريق بيتاً ليلياً ومن ارض الجسر مأوى للنهار الشارد. اشتقت لكل انفاسك، لكيدك، لغرورك، لانانيتك، لبغضك، لحبك،،، اشتقت وكل الاشواق نحوك تجنح..
أشواقي الممتدة بين النقطة والفاصلة وعلامات التعجب والاستفهام بددت ألوان الطفولة وهزمت جيوشها كل الفيالق القيصرية التي مهدت لفتحٍ مبين في بلاد العرب الفقيرة. تموهتِ انت مع قمر تلك الليلة وأخذت صيحاتك الفاتنة تنوب عن صوت الريح، ويداك الصغيرتان تمددتا فوق لحمي كسمكة تسبح في نهر الاحلام. شعرك المتدلي كعنقود عنب أيقذني من غفوتي كنحلة ذكية تلسع ولا تموت. ابتسامتك الطفولية جعلتي متسكعاً ثملاً، أحبك ايتها الحمقاء..
لا تبكِ على ما فات يا حب حياتي، لا تتضرعي لربك ليسامحك، تضرعي لي فالموت والحياة في كفي.. فالجرح يا طفلتي بحاجة لليلة وردية كهذه في أجواء البرد والظلام.. أبكيكِ ام ابكي ذاتي، لا ترجفي من برد السماء بل إرجفي حباً وولعاً وعشقاً وأحلاماً قادمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق