الأحد، 29 أبريل 2012

العمال والاسرى


ان كان لعمال العالم يوم في الاول من ايار في كل عام، فلعمال فلسطين كل ايام السنة.. لان القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها ومناسباتها كان لهم الدور الفاعل فيها.. فكان العامل الفلسطيني قبل النكبة هو الاول من حيث الانتاجية والتطور، فلما كانت مصانع فلسطين تعمل في المجالات كافة كانت الدول العربية ترسل عمالها الى فلسطين كي يعملون وينتجون.. وكان في فلسطين نقابات عمالية لم تكن موجودة في غالبية دول العالم.. لكن النكبة حولت عمال فلسطين الى لاجئين كما كل اهلها.. فنقلوا معهم خبراتهم الى الامكنة التي تهجروا اليها... وخلال الثورة الفلسطينية عملت الطبقة العاملة بكل شرائحها لاجل العودة وتمكين الثورة من تحقيق اهدافها فقدمت الاف الشهداء والجرحى والاسرى..
عمال فلسطين لم يكلوا ولم يتعبوا في مسيرتهم النضالية كما الشعب الفلسطيني.. لكن العدل الوظيفي وفرصة العمل الممنوعة جعلت الفلسطيني في لبنان مساهم في بناء هذا البلد الشقيق من دون العودة عليه بالفائدة.. فالعمال الفلسطينيون في لبنان ومع انهم محرومون من العمل الا انهم ساعدوا في بناء لبنان بعد النكبة..وعلى سبيل المثال: إنتقلت اعمال الملاحة والاستيراد والتصدير من ميناء حيفا الى ميناء بيروت، والفنيون الفلسطينون اثبتوا جدارتهم بأعمال الملاحة وساهموا في بناء المينا... كذلك في التجارة الزراعة والصناعة والحرف الحرة وقطاع الخدمات السياحية والمصرفية ناهيك عن الفن والموسيقى، حتى ان اللغة الانكليزية اصبحت لغة لها شأنها في لبنان بعد الفرنسية لان الفلسطينين نقلوها معهم... لكن لبنان لم ينصف العمال الفلسطينين وحرمهم من كل حقوقهم المدنية والعلمية والعملية ضاربا بعرض الحائط القوانين الدولية وقوانين منظمة العمل الدولية..
ما نريدة من الحكومة والبرلمان اللبناني ان يعطي الحق لم يستحقون، فحرام ان يحرم الفلسطيني من العمل والتملك والتنقل وحتى التوريث فقط خوفا من التوطين مع العلم ان الفلسطينين قيادة وشعبا يرفضون التوطين بكل اشكاله..
ونحن نحتفل بعيد العمال العالمي، يجب اعادة البهجة الى العمال الاحق، عمال فلسطين... ويجب مكافأتهم على الاصعدة جميعها.. واذ نطالب كل احرار العالم بنصرة قضايانا المحقة والدفاع عن مكتسباتنا السياسية والاجتماعية ولتكن منظمة التحرير الفلسطينية واتحاد نقابات عمال فلسطين الظل الذي نتفيء به والمرجع السياسي الوحيد في كل شؤوننا.. ولتكن المصالحة شعارنا وليكن للشعب الفلسطين كيان واحد ودولة واحدة ابدية عاصمتها القدس..
وللاسرى منا كلمة خصوصا وانا غالبيتهم من الطبقة العاملة الفلسطينية، نحن معكم في اضرابكم، وان جُوعتم فالحرية طعامكم، واصبروا وصابروا والله خير معين..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق