نيسان شهر للتذكر وليس للنسيان.. فبه يجتمع الجرح مع العزيمة.. وفيه التضحية بالنفس والحرية وصمود الشريف على مصابه.. ملحمة جنين قبل عشرة اعوام والتلاحم الاسطوري.. ونجاة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد سقوط طائرته في ليبيا قبل عشرين عاما.. وفي التاسع من نيسان في عام النكبة 1948 كانت مجزرة دير ياسين على مناحيم بيغن واكثر من مئتي وخمسين فلسطينيا يقتلون وتنكل جثثهم.. وقبلها بيوم كانت معركة القسطل بقيادة القائد عبدالقادر الحسيني على مشارف القدس واخر بريقية ارسلها للعرب تحملهم الهزيمة لانهم تركوا الجنود بلا مدٍ وعون.. وعام 1968 في الشهر ذاته استشهد الفدائي اللبناني خليل عزالدين الجمل وكان اول شهداء الثورة اللبنانين.. وبعد استشهاد الجمل بسع سنوات وتحديد في الثالث عشر من نيسان عام 1975 كان باص عين الرمانة واستشهد ستة وعشرون فلسطينيا.. وهنا المفارقة ان الشعب اللبناني ضحى لاجل فلسطين كما الفلسطينيون ضحوا لاجل لبنان ولا يزالون يتهمونا بأحداث لبنان ورغبة التوطين والشعب الفلسطيني لا تزال بوصلته بلاده ومسيرة النكبة ويوم الارض خير دليل..
في العاشر من هذا الشهر عام 1973 اغتال الموساد القادة الثلاثة في فردان وكان ايهودا باراك قائد المجموعة فأضحى ابو يوسف النجار والكمالين شهداء.. وهو نفسه اي باراك تسلل عبر امواج البحر وخيانة النظام التونسي المخلوع الى جسد القائد ابو جهاد الوزير ليغتاله عله يسقط الانتفاضة الاولى.. لكنه عبثا فعل، فالانتفاضة زادت واشتعلت اكثر ولو استشهد مهندسها في السادس عشر من نيسان عام 1988..
اما في السابع عشر فهو يوم الاسير الفلسطيني.. هذا اليوم الذي تحرر فيه الاسير محمود بكر حجازي.. وكانت اول صفقة تبادل مع الاحتلال نفذتها حركة فتح.. والان هناك اكثر من خمسة الالاف اسير فلسطيني في زنازين الاحتلال، وهم يستبسلون في الدفاع عن النفس والارض ويقدمون حياتهم قربانا لوطنهم.. فالاسرى هم مدرسة الصبر والنضال والتضحية.. ليت العالم يتعلم منهم ويتطلع لقيتهم لكن حريتهم قريبة بإذن الله..
تاريخ نيسان، يمتد على جغرافيا الاحتلال ليشكل معلماً تاريخيا وارثا بطولياً.. فالاحتلال ارتكب مجزرة مدرسة بحر البقر في مصر ويرتكب مجزرة قانا في لبنان واميركا تحتل العراق وتسقط بغداد في التاسع من نيسان عام 2003.. انه شهر الذاكرة الفلسطينية والعربية، ونتمنى ان يكون شهر المصالحة والمصارحة الفلسطينية كما نتمنى ان يكون شهر حرية الاسرى البواسل.. وعافية فلسطين والدول العربية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق