الاثنين، 9 أغسطس 2010

اهداء زائف


كثيرون هم من اهدوكِ ورداً..
وحدي انا من اهداكِ قلباً..
هم اجبروك على طاعتهم..
وانا اجبرت نفسي على طاعتك..
هم فرشوا الارض كذباً وحولوا النجوم نفاقا
غير اني زرعت عينيك حباً وجعلتُ لسانك عشبا
أأخبرتي الناس،
كيف قاصصت العصافير لانها اختلست بعض صوتك
وقاتلت القمر لانه استعار بعض ضوئك..
حدثيهم عني.. حدثي كل عشاقك.. كل زبانية الليل،
كل السكارى والمتعاطين والآفاقين وزنادقة العربدة
اني من حولك لانثى..
قصي عليهم اقاصيص الطفولة الكاذبة
واروي لهم حكايات تعبيد الطرقات بدموعك...
اشرحي لهم عملية اختطاف عذريتك واعادتها..
اعرف انك، بكل سيئاتك وحماقاتك، حين تروي عني حدثا او همساً ستبكي..
واعرف انك، بكل اجرامك وحبك لسفك الهوى، حين تجلسي وحدك تلمسيني في خلدك..
................
كثيرون هم من اهدوك ورداً
وحدي انا من اهداك عقلاً..
مصيبةٌ علمية وفلسفية.. حين لا يُقدر العقل والفكر والمعرفة..
هم جعلوك طابخة الملك..
وجارية السلطان،
وعاهرة الباشا،
و"مدلكة" الآغا..
كم انت رخيصة بنظرهم.. وكم حقيرة في نظر ذاتك..
معي فقط كنتِ الاميرة، الناهية بالامر والمسيطرة على مفاتيح البلاد..
معي فقط كنتِ السلطانة، الملكة، الطاهرة، والانثى..
معي فقط كنتِ العالمة، الحالمة، المبتكرة، والمرأة..
اسألك بكل ما هو جميل فيكِ..
كيف اغروكِ وأغوكِ..
كيف قلموا اظافرك وجعلوكِ قطة أليفة..
كيف نزعوا عقلك وقلبك ونفضوا غباري عنكِ..
ربما قبل ان اسألك عنهم.. أسألك عني وعنك!!
كيف قتلتني في داخلك وشربتِ نخب هزيمتك..
كيف قطعت شرايني وربطي فيهم وثاقك..
كيف عبأت دمي بعبوات انتهت صلاحيتها.. فتخثر..
كيف قضيت انتِ تحت التراب..
وبقيت وحدي احفر في تربتك، كي اجدك..
لكني، خائف عليك من الاختناق ودود الارض..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق