الأحد، 18 مارس 2012

يوم الارض سبقته معركة الكرامة



نحي هذا العام ذكرى معركة الكرامة ويوم الارض بنكهة مغايرة وظروف مستجدة.. حتى اننا سنمشي الى بلادنا او اقرب نقطة نحوها.. والكل مدعوٌ للمشاركة في مسيرة القدس العالمية.. وهذه المسيرة كمعركة الكرامة وتأكيدا على وحدة الارض والشعب كما تجلت في يوم الارض المجيد.. معركة الكرامة ازاحت الغبار عن كرامة العرب المسلوبة في نكسة 67 وهي التي رسخت فكرة مقاومة الاحتلال حتى الرمق الاخير وهي صورة من صور التلاحم الفلسطيني الوطني بكل مكوناته.. معركة الكرامة قبل اكتر من اربعين عام وتحديدا في 21 اذار 1968 كانت معجزة سقط فيها العدو وتألفت بها القلوب وهنا ميزة الوحدة الوطنية.. وهذا ما ثبتناه في عدوان غزة الاخير قبل الايام..
ان اردنا ان نتحدث عن معركة الكرامة وبطولاتها فنحن بحاجة الى ساعات طوال لنجمل ما حدث بتفاصيله.. لكن الهجوم الاسرائيلي الحدود الاردنية الفلسطينية وتحديدا بالقرب من مخيم الكرامة فكان الثورة الفلسطينية لهم بالمرصاد بمشاركة الجيش الاردني.. هدف الهجوم القضاء على الثورة الثورة الفلسطينية لكنه فشل فشلا ذريعا وهنا ماتت مقولة الاسرائيلين ان جيشهم لا يقهر..  كانت معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة والمقاومة الفلسطينية عامة. وقد تجلى ذلك في سبل طلبات التطوع في المقاومة ولا سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية. كما تجلى في التظاهرات الكبرى التي قوبل بها الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها، والاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، مما شجع بعض الشبان الأجانب على التطوع في صفوف الثورة. وقد أعطت معركة الكرامة معنى جديد للمقاومة تجلى في المظاهرات المؤيدة للعرب والهتفات المعادية لاسرائيل التي أطلقتها الجماهير العربية والعالمية، فقد سمعت ألوف الأصوات تهتف "عاشت فتح".
على الصعيد العربي كانت معركة الكرامة نوعا من استرداد الكرامة التي فقدتها في حزيران 1967 القوات المسلحة العربية التي لم تتح لها فرصة القتال. ففي معركة الكرامة اخفقت اسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية لرفع معنويات الاسرائيليين ، بل ساهمت في زيادة خوفهم وانعزالهم وهذا ما يحصل اليوم.. حاولت اسرائيل عزل الرئيس ياسر عرفات ومن ثم قتله وكذلك حرب غزة واي عدوان.. اسرائيل يكون لها من ورائه هدف وبكل مرة تخفق بإرادة وصمود شعبنا وقيادتنا السياسية والعسكرية..
معركة الكرامة لم تفرق بين اي فلسطيني او عربي فالكل كان لاجلها ونصرتها فكما خرج اهل المخيمات والشتات خرج فلسطينو الداخل بكل مكوناتهم نصرة لشعبهم.. وهم الذين تظاهروا في 30 اذار 1976 وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الاسرائيلي، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة. أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الاسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948. فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الاسرائيلي.
 خرج اهل ام الفحم وسخنين وكل القرى والمدن في المثلت والجليل ضد الاستيطان والتهويد  وسلب الاراضي وسرقة الاملاك وفي اليوم ذاته هذه المرة سنخرج نصرة للقدس بمكوناتها المسيحية والاسلامية نصرة للمسجد الاقصى وكنيسة القيامة وضد كل اشكال الضم والتوسع وهدم منازل المقدسيين...
اليوم الفرصة سانحة لانتفاضة ثالثة فالافق السياسي بعملية المفاوضات نوعا ما انتهى.. والحكومة الاسرائيلية بتعنتها ترفض الشروط الفلسطينية وهو تجميد الاستيطان والافراج غن الاسرى الذين اسرتهم قبل عام 1994 والفلسطيني متمسك بشروطه وكما ذهبت القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة والى اليونيكسو سنذهب الى الميدان واجواء الثورات العربية هي ذاتها التي قدمها الفلسطينيون خلال مسيرة نضالهم.. فالتظاهرات ضد الظلم والقهر والاستبداد التي يقوم بها الشباب العربي هي ذاتها ما حصل في يوم الارض وهي المقاومة الشعبية التي ينادي بها الرئيس محمود عباس.. ومسيرة القدس هي احدى هذه الاشكال النضالية ومعنا احرار العالم والقوى العربية..

عاشت ذكرى معركة الكرامة وعاش يوم الارض وكلنا للقدس وفلسطين..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق