الأربعاء، 14 مارس 2012

دلال المغربي وعدوان غزة..


ربما مصادفة، لكن العمل السياسي والنضالي لا يعرف الصدفة الا ما ندر. يوم الحادي عشر من اذار عام 1978 يشبه الحادي عشر من اذار قبل ايام.. وما وجه الشبه: الشهيدة دلال المغربي واخوانها يحرروا فلسطين لساعات عبر عملية الشهيد القائد كمال عدوان وكلنا يعرف هذه العملية البطولية وكم كبدت الاحتلال من خسائر.. مجموعة دلال واخوانها كان اسمها فرقة دير ياسين، نسبة للمجزرة الصهيونية عام 48..
والان الاحتلال يرتكب مجزرة اخرى في غزة.. حينها كان ايهودا باراك مشرفا على الفرقة التي اغتالت كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وهو الذي قاد عملية ايقاف الباص في تل ابيب الذي اختطفته المجموعة.. واليوم هو وزير الحرب ويقصف غزة.. ولكن ماذا لو مجموعة دير ياسين وصلت الى شاطئ غزة؟ الساحل الفلسطيني وبحر فلسطين الموصول من رأس الناقورة الى رفح يعرف شهداء الوطن.. ولعل غزة التي لم يبتلعها البحر كما تمنى القادة الاسرائيليون تذكرهم اكثر بالبطولات الفلسطينية..
وان تحدثنا عن هذه البطولات لا ننتهي لكن القائد زهير القيسي نموذجا كما دلال المغربي وكل الشهداء الابطال.. الشيخ القيسي لم يكن امينا عاما للجان المقاومة الشعبية وحسب بل كان شيخ المقاوميين وان اتهمته اسرائيل بعملية ايلات الاخيرة الا اننا نتهمه بالشهيد الوطني الكبير وما احلاها من تهمة.. حتى ان الاسير المحرر محمود حنني رفيقه بالشهادة لدى استهداف السيارة علامة فارقة في النضال في الحياة والاسر والموت.. والشهداء الخمسة وعشرين الذين ارتقوا الى ربهم فداء لارضهم، لم يذهب دمائهم هدراً.. فكيف لرئيس الوزارء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته ان يجعلوا محيط اربعين كيلو متر مربع في محيط غزة خالية من المستوطنين واكثر من مئتي الف تلميذ لا يذهبون الى مدارسهم اليس من صواريخ المقاومة.. وكان التعجب ظاهرا على وجه باراك ونتانياهو حين تفقدا القبة الحديدية  وسقط صارخي غراد على بئر السبع.. القبة الحديدية التي قالوا انها نجحت بتعسين في المئة وقالوا ان المقاومة اطلقت 166 صاروخ تصدت القبة الحديدية لمئة وعشرين منها.. وهذا كذب فالقبة الحديدية اصبحت بلاستيكية وحاولوا عبر الدعاية الاعلامية طمئنة المستوطنين لكن المقاومة ارعبتهم.. وعبر الحسابات صحيفة هأرتس تقول ان الحكومة لا تعرف ماذا تفعل؟ وتخيلوا ان صاروخ المطلق من غزة تكلفته مئتين دولار والصاروخ المعترضه من القبة الحديدية تكلفته اربعون الف دولار.. وعند الحديث عن التهدئة اكانت بشروط المقاومة او اسرائيل؟ بكل تأكيد بشروط المقاومة والوسيط المصري اكد ذلك.. وهذا يعني ان غزة انتصرت.. ويهمني ان اؤكد على اهمية الوحدة الفلسطينية في السياسية وفي الميدان.. فالاخوة في كل الفصائل كانوا وان شاء الله يبقوا كذلك.. فحين بدأ التصعيد كونوا على ثقة ان الرئيس ابو مازن والاخ خالد مشعل والاخ رمضان شلح والاخ اسماعيل هنية كانوا على تواصل دائم كما كانت كل الفصائل يدها على الزناد..
 المقاومة ليست فقط بالصواريخ لكنها بالسياسة ففرض الهدنة على الاحتلال انجاز وطني كما صمود الاسيرة هناء شبلي واضرابها عن الطعام لاكثر من خمسة وعشرين يوماً.. فالحرية لها ولكل الاسرى البواسل والخلود للشهداء الابرار.. ونعم للوحدة الفلسطينية واتمام المصالحة..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق