ميدان التحرير قبل عام، وسط القاهرة.. متظاهرون يطالبون بإسقاط نظام مبارك، نظام سخر برأيهم ادواته السياسية والاقتصادية لضمان البقاء وامداد الحلفاء العرب وغير العرب بما استطاع... ارض توشكا المباعة بالرخيص للوليد بن طلال تعود للتحكيم الدولي والغاز المصدر لاسرائيل والاردن بأسعار زهيدة امام التعديل..
وان كانت مصر متزعمة العالم العربي قبل اعوام، فإن وهج نفوذها القومي خف وبهتت الصورة.. العراق يُحتل والسودان يُقسم ومياه النيل مهددة بالتوقف ولبنان وغزة تحت النيران الاسرائيلية.. مصر شاهد عيان وربما مساهم مع قوى الاعتدال العربي لا اكثر..
مصطلح قوى الاعتدال قابله مصطلح المقاومة والممنانعة.. وانقسمت القمة العربية في طريقين، طرف يدعم التسوية مع اسرائيل واخر يدعم المقاومة.. واصبح للعرب قمتين توضحت خلال عدوان تموز عام الفين وستة على لبنان وعدوان غزة بعدها بعامين.. وحدها قطر ادت دورا سياسياً بقدمين.. تلتزم بقرارات مجلس التعاون الخليجي وتقود الحصان الاسود في تنافس القوى الاقليمية... تغيرت الاحوال واول دولة عربية تطلب من مبارك التنحي مؤيدة الثورة وباقية دول الاعتدال بقي مفهومها لما يجري بالازمة...
الرياض بحثت عن حل .. وزير المخابرات نائب الرئيس لايام عمر سليمان تولى مهمة التنسيق بين الملك السعودي وحليفه مبارك... فقد الحل واشتد الضغط السياسي والشعبي.. وانكفأت قوى الاعتدال في لبنان عن التصريح، وبين ترقب قوى الرابع عشر من اذار وحكومة سعد الحريري غاب الموقف الفلسطيني بشقي السلطة.. حماس وفتح تركا الخيار للشعب المصري مع الاحترام.. اما الاردن وعاهله فصمت عن الكلام حتى صباح التنحي ليرحب الملك عبدالله الثاني.. اما المغرب فنأى بنفسه عن كل الاحداث في مصر..
واول خطوة بعد خسارة محور الاعتدال للساحة المصرية، سارع مجلس التعاون الخليجي الى دعوة المملكتين العربيتين الى دخول النادي الملكي الخليجي.. وبطبيعة الحال الاردن والمغرب يوافقان على الفور.. وتبرير الموقف اليد العاملة والمساهمة الفاعلة امنيا واقتصادياً.. لكن انفلونزا الثورة انتقلت الى الاردن واستدركها المغرب بإصلاحات، والبحرين لم تهدأ بعد...
وان كان مبارك يمثل الاعتدال المصري بعد سلفه انور السادات بمسماه التفاوضي مع اسرائيل، الا ان قلب الجسم توقف عن النبض للحظات بإنتظار البديل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق