الأربعاء، 22 مايو 2013

النكبة في ذكراها



في كل عام نحي ذكرى نكبتنا.. نزيد كل سنة رقماً.. حتى اصبح عدد السنين خمس وستين.. ألم نمل العدد وهل لنا علاقة بنكبتنا سوى تعداد الارقام وتعداد عدد الشهداء والجرحى والاسرى والبيوت المدمرة والامتار التي تسلب يومياً..
الاعداد رفيقتنا كما الشهادة، تعودنا على النكبات المستمرة حتى ملّنا الانتظار وملّنا مذياع الاعلام... لا تخلو نشرة اخبار الا فيها اعتداء اسرائيلي على شعبنا منذ خمسة وستين عاماً..
خمس وستون سنة والرحيل مستمر والتهجير في استمرار، مجزرة دير ياسين غيرت اسمها وضحاياها وبدلت مرتكبها عبر السنوات الماضية.. مئات الالاف الشهداء في كل مواقع النضال، القادة شهداء، النساء شهيدات، الشيوخ شهداء، الاطفال شهداء.. اي فلسطيني هو شهيد حي حتى تأنيه المنية..
هو القدر الفلسطيني، مرابط الى يوم الدين رافعاً شارة صموده، حالماً بالعودة، رافضاً كل مشاريع البيع والتوطين.. كثرت المخيمات وتدمر منها ما تدمر اخرها مخيم نهر البارد في لبنان والان مخيماتنا في سوريا..
الخيمة كانت بعد النكبة، كنا لاجئين مشردين عند اخواننا العرب على الوعد بأن جيش الانقاذ سينقذنا والى الان لم ينقذ احداً.. الضيوف تحولوا الى فدائيين واضحى الزعيم الراحل ابو الفدائيين يصنع لنا من جرح النكبة بلسم العودة، ومن خيوط الخيام بنادق للقتال...
ايها الاخوة..
انتظرنا من الربيع العربي والثورات العربية ان تكون بوصلتها فلسطين، وان الشعوب والانظمة ستعمل على تحرير اقدس المقدسات.. والى الان لم نجد شيئاً.. الاقصى يستباح ولم يحرك احدهم ساكناً.. وشيخ الثورات يزور غزة ولم يزر القدس وبدل الدعوة الى تحرير الاقصى تتحول الامور الى اشياء شكلية برتوكلية لا اكثر.. وبدل من لـَم الشمل يزداد تشتتنا..
ايها الاخوة..
حين خرجنا الاباء والاجداد من بلادنا كانوا على قلب رجل واحد.. والجميع يذكر معركة القسطل البطولية والشهيد القائد عبد القادر الحسيني.. خذلوه العرب ومن معهم ولم يصله السلاح فأستشهد ومن معه ولم يلق بندقيته.. والعرب الى اليوم يواصلون الخزلان... وبدل من الضغط على اميركا واسرائيل يضغطون على الرئيس القائد ابو مازن لقبول موضوع تبادل الاراضي مع اسرائيل بأقل ثمن.. لكن الرئيس محمود عباس وهو القائل (لا) لاميركا اكثر من مرة قالها لن نقبل بتبادل الاراضي ولا للعودة الى المفاوضات الا اذا افرج عن الاسرى وتوقف الاستيطان واعطاء خريطة واضحة للمفاوضات..

ايها الاخوة..
نحن نضع اللائمة على العرب والمسلمين ولم ننظر الى بيتنا الداخلي المُقسم.. ما الذي يمنع المصالحة؟ لا داعي للدخول في التفاصيل، لكن المصيبة تجمعنا والهدف يوحدنا... واتى الوقت الذي نتوحد فيه للقضاء على اسرائيل التي تعاني ما تعاني من مشاكل داخلية وخارجية.. وهي التي تعتدي ليس فقط على اهل فلسطين انما على سوريا ايضاً ومن هنا اذ ندين العدوان على سوريا ونتمى لشعبها الاستقرار والديمقراطية والحرية وان تبقى سوريا حضنا دافئاً للفلسطينين والعرب وبوصلة شعبها فلسطين..

ايها الاخوة..
في ذكرى النكبة لا بد ان نؤكد على حق عودتنا وتنفيذ القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينين الى اضهم والتعويض عليهم ونعلن رفضنا لمشاريع التوطين والتهجير.. ونطالب الدولة اللبنانية بتحقيق مطالب شعبنا بحقوقه المدنية المشروعة الى حين عودتنا الى بلادنا..
وندعو اخواننا في المخيم الى الوحدة ونبذ العنف والمشاكل الداخلية والتطلع الى تنمية المخيم والوقوف في صف واحد متراص ضد مشاريع الفتنة والقتل في المخيم..

السلام عليم والمجد للشهداء والحرية للاسرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق