الاثنين، 17 مارس 2014

مشعل في طهران: شكرا لقطر وشلح

يزور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل طهران في الأسبوعين المقبلين. لكن كيف ترتبت الزيارة وماذا عن دور حركة الجهاد الإسلامي وقطر؟ وإن عاد مشعل حليفاً لإيران، كيف ستكون علاقته بالنظام السوري؟

زاهر أبو حمدة

 
مع نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، كان وزير الخارجية القطري خالد العطية يجتمع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. تحدث الرجلان في الأزمة السورية، واقترح الضيف إخراج نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ليكون طرف في المفاوضات. وتداول الطرفان مقترح لحل الأزمة السورية سياسياً، سيظهر فحواه قريباً، وسيناقشه ظريف مع المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي. وعند نهاية الاجتماع الثنائي، طلب العطية رأي ظريف بعودة حركة حماس إلى المربع الأول في العلاقة مع طهران.

لم يتردد ظريف بالترحاب مؤكداً أن العلاقة بين بلاده وحماس لم تنقطع، وأن المسؤولين الإيرانيين يناقشون كل شاردة وواردة مع قيادة حماس. وضرب له أمثلة عديدة منها استقبال إيران للقيادي محمود الزهار، وعدم إيقاف الدعم العسكري والمالي ولو شح قليلاً. لم يعرف على ماذا اتفقا تحديداً.

في الفترة نفسها، زار أمين عام حركة الجهاد الإسلامي العاصمة القطرية الدوحة سراً. كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بانتظاره. تداول لساعات طوال مسألة المفاوضات والمقاومة والوضع في مصر وسوريا والعلاقة مع إيران.

يصر شلح على أن علاقة حركته بطهران، علاقة عضوية. أما مشعل فيرى فيها علاقات حلفاء يتفقان حيناً ويختلفان في أوقات كثيرة. انتهى اجتماع القائدان الاسلاميان وسافر شلح الى طهران. كان بصحبة شلح مسؤول العلاقات الدولية بحماس أسامة حمدان وهو مقرب جداً من مشعل. لم يصلا بوقت واحد إلى إيران لكنهما التقيا في مؤتمر كان منعقداً في طهران بعنوان "دور العالم الاسلامي في هندسة القوى العالمية". وعلى هامش المؤتمر اجتمع الرجلان مع المسؤولين الإيرانيين وأنضم إليهم ممثل عن حزب الله يرجح أن يكون رئيس المجلس السياسي إبراهيم السيد.

كانت المفاوضات معقدة، إيران لا ترفض استقبال مشعل لكن بشروط. أهم تلك الشروط الاعتذار عما سبق فيما يخص الأزمة السورية. تريد طهران تبييض الصفحة كلياً، فالملفات كثيرة المتهمة بها حماس وتحديداً أحد مرافقي مشعل المتهم بإدخال جبهة النصرة إلى مخيم اليرموك ومساعدة المعارضة عسكرياً خصوصاً في درعا. حماس نفت تلك الروايات. انتهت العوائق حالياً.

كانت إيران تريد وسيطاً للتقارب مع حماس، فعل ذلك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حين زار طهران نهاية يناير/ كانون ثاني الماضي. بعد تلك الزيارة التركية تردد في الدوحة أن مشعل ينوي مغادرة قطر وطلب ذلك من الأمير تميم ومن وزارة الخارجية القطرية. كانت أسباب مشعل هو الإحراج الذي يسببه للدولة، خصوصاً وأن السعودية والأمارات في حرب مع الاخوان المسلمين ومن ضمنهم حماس. رفض الأمير طلب مشعل.

يوضح مسؤول فلسطيني ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، أن حماس لم تطلب الوساطة مع الإيرانيين لكنها لمَّحت إلى ذلك. ما سَرع بالتقارب الإيراني مع حماس هو معركة "كسر الصمت" قبل أيام قليلة حين أمطرت حركة الجهاد المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي. مصر ثبتت التهدئة لكن عبر تواصلها مع الجهاد من دون الاتصال بحماس.  كانت مفارقة تلقفها الإيرانيون وعمل على تثبيتها شلح حين أكد عمق العلاقة مع حماس.

زيارة مشعل ستكون إلى طهران بعد عيد النيروز الذي يبدأ في التاسع عشر من الشهر الجاري. ويعُد الإيرانيون لمشعل "عيدية" كبيرة ربما تكون إقامة دائمة في طهران. يقول مسؤول فلسطيني أن المياه ستعود إلى مجاريها مع طهران لكنها ستمتد في الجريان إلى دمشق لكن بفترة أطول.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق