الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

حديثي النعمة

تراهم، وكأنك ما رأيت؟؟.. سرعان ما تنتفخ بطونهم وتلتسق رقباتهم بصدورهم من أكل طعام ما تذوقوه مرةً في تاريخهم. وأي تاريخ هذا الذي بُنيَ على شح او طرق غير مشروعة. هم بلا ذوق او تذوق، يلبس احدهم قميص احمر وكرافات ليس لها معالم.. واخرى تصبغ وجهها ألوان العلم الافريقي من طلاء باهت وفج، ناهيك عن عمليات التجميل التي تُقبح مظهرها اكثر وأكثر.. تبقى لعنة الماضي تلاحقهم!! يتخيل لهم للحظة انهم امتلكوا الدنيا.. تعرفهم عند الرؤيا الاولى ويزداد يقينك تيقناً عند حديثهم، كل احاديثهم عن انفسهم وعن انجازاتهم البطولية في وغى الشرف والطهر ومسيرتهم العصامية المبينة على سرقة هنا واختلاس هناك.. هم كما هم في كل الساحات والميادين.. يحدثوك عن صفقاتهم الخيالية وعن الارقام التي بحوزتهم من مال، فهم على تفاهاتهم ينفذون شرع الله، وإما بنعمة ربك فحدث..

تهيأ لأحدهم ان يبني لنفسه تمثالاً من اللؤلوء، فإكتشف ان اللؤلوء ثمين جداً ومكلف فالبخل ما زال داخلة.. فأستعاض عن اللؤلوء بالغرانيت.. وقدم طلباً للبلدية مقابل مساهمته الخيرة بالمساعدة ببيناء ملجئ للأيتام. ومع هذا البلدية رفضت عرضه، وطلبت منه ان يُنشىء ملهاً ليلياً "خمس نجوم" يضمه لسلسته الكبيرة الممتدة من أفريقيا التي بدأ بها مشواره الى ازقة هذا البلد الفقير العائم على اقدم مهنة في التاريخ اي الدعارة.. تاجر أخر احتال على نفسه وعلى فقراء مثله، فأصبح في ليلةٍ ويومين تاجر أخشاب ورسول بين الكعبة الشريفة ومحيطه، يرسل هذا وتلك الى الحج او العمرة.. هذا التاجر قرر ان يبني مسجداً لينبه ضميره ويسكته قليلاً عن ازعاجه.. فتقدم الى وزراة الاوقاف والى البلدية ودفع ملايين من اجل شراء الارض وتخليص المعاملات وبناءه، لكنه اشترط ان يُسمى المسجد بإسمه، وقاعاتيه على اسم والدته ووالده رحمها الله.. لكن وزارة الاوقاف طلبت منه براءة ذمة وسيرة ذاتية له ولمن اراد ان يسمي على اسماءهم، فالوزارة لا تسمي اسماء المساجد والقاعات الا على اسماء اناس مخلصين للدين وشرفاء مجتمعياً.. فتذكر ان امه كانت بائعة هوى ليلاً وبائعة فجل نهاراً، ووالده للاسف قدم خدماته لجيش الاحتلال وعرفه الناس بالعميل..

حديثي النعمة يُشعروك وانهم ما زالوا مراهقين ولو بلغوا من العمر المديد، والنساء منهم تحاول جاهدةً ان تبرز مفاتنها، برأيها ان ابراز محاسن جسمها يجذب الرجال، ولا تدري ان من يعاشرها ليلةً واحدة يتركها في صبيحتها!! هذا وان لم ينزع منها مبالغ طائلة.. همهم الوحيد المظهر الفاتن، والمضمون حيوه من بعيد وقالوا له وداعاً.. تحاول تثقيفهم عبر كتاب تهديهم اياه، فيقولون: من الكاتب؟ انه فلان او فلانة.. فالرد سريع: اشتريه واشتريها.. كل شيء له ثمن يا عزيزي!! كل حديثهم له علاقة بالمال.. وكأن الثقافة لها ثمن.. والعلم له ثمن!!

على قلة خبرتي بهذه الطبقة التي استشرت في المجتمع، الا اني اسميهم لؤم الارض ومحظوظي الصدفة.. وسيبقون هكذا ويموتون هكذا، وربما اولادهم سيتربون هكذا ويموتون على دين خليلهم.. اي الفقر والحرمان الذي عاشوه اسلافهم من اباء وامهات.. او سيعودون من حيث اتوا، فإن من ارتفع بسرعة وقع بسرعة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق